• الموقع : سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي .
        • القسم الرئيسي : المؤلفات .
              • القسم الفرعي : المقالات والأبحاث .
                    • الموضوع : كتاب أسرار البلاغة .. لمن ؟! .

كتاب أسرار البلاغة .. لمن ؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.

وبعد..

فقد اطلعت على الكتاب الذي نشرته المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية في دمشق بعنوان (أسرار البلاغة)، تحقيق الدكتور محمد التونجي، الأستاذ بجامعة حلب.

وقد نسب هذا الكتاب للشيخ بهاء الدين العاملي رحمه الله، المتوفي سنة 1031ﻫ.ق.

وحين تصفحت الكتاب فقد واجهتني – للوهلة الأولى – الأسئلة التالية:

1 ـ إنني لم أجد في الكتاب ذلك المستوى، الذي يؤهله لأن ينسب إلى ذلك الرجل الفذ، صاحب الفكر الثاقب، والنظر الصائب والذوق الرفيع الذي عرف عنه في تصانيفه الكثيرة، عمق الفكرة، وجودة التأليف، وحسن الاختيار.. إلا أن يكون قد ألفه، في زمن صباه، وفي أوليات شروعه في طلب العلم.

2 ـ لقد لاحظت في الكتاب على صغر حجمه، الكثير من الكلمات النابية والفاحشة في تعبيرها عن قضايا الجنس. ولا أرى أنه يليق نشر ذلك، من قبل الجهة التي تولت ذلك.

3 ـ لقد ورد في ص91 من نفس الكتاب العبارة التالية:

"تمت الكلمات بحمد الله وعونه، بمكة المشرفة، سادس من صفر، سنة ثمان مئة وثلاث وخمسين من الهجرة النبوية..".

وورد في ص83 أيضاً العبارة التالية:

".. تمت الوصية المباركة بمكة المشرفة يوم الثلاثاء، ضحى رابع صفر الأغر، سنة اثنتين وخمسين وثمان مئة".

هذا مع العلم بأن البهائي قد ولد بعد هذا التاريخ بقرنٍ من الزمن، فإنهم يذكرون: أن ولادته قد كانت في سنة 953ﻫ.ق.

ومعنى ذلك: هو أن نسبة هذا الكتاب إليه تصبح موضع شك وريب.

ونحتمل: أن يكون مؤلفه هو بركات بن حسن، الذي ذكر الكتاب نسبه في ص80، وذكر محقق الكتاب في هامش تلك الصفحة نفسها: انه كان من أمراء مكة في عهد الأشراف، وأنه توفي سنة 859ﻫ.ق.

فإن ذكر نسب شخص ما في كتاب، بصورة عفوية، يصبح بلا مبرر، لولا أن المؤلف يريد إثبات نسب نفسه في كتابه.

نعم.. يبقى هناك احتمال آخر.. وهو:

أن ذكر وصية أمير المؤمنين عليه السلام، وأقوال النبي(ص) بعدها.. لا يناسب نظم الكتاب كثيراً، ولم يذكره كاتبه في سياق التفصيلات البلاغية، التي هو بصددها، كما أنه لم يعنون على أساس أنه فصل مستقل، كما هو الحال فيما سبقه، ولا يصلح أن يكون جزءاً، الفصل الذي تقدم عليه.

وبعد.. فإن العبارة التي كتبت في آخر الوصية، ونظيرتها، التي كتبت في آخر الكلمات التي تلتها، ظاهرة في أن كاتبها قد قصد إثباتها لذاتها، وبصورة منفصلة، فقد كتب في آخر الوصية: تمّت الوصية المباركة.. الخ. ثم كتب في آخر الكلمات بحمد الله وعونه الخ.

ومعنى ذلك هو: أن الوصية وما بعدها، الحاقات منفصلة من أصل الكتاب، من قبل المؤلف، أو من غيره.. ولا أقل من كون ذلك محتملاً.

وخلاصة الأمر: إن نسبة الكتاب إلى الشيخ البهائي رحمه الله تعالى غير ظاهرة، كما أن هذا الارتباك في فصوله، يوجب الريب في أن يكون مؤلف الكتاب واحداً ايضاً.

مع احتمال ان يكون الأمر هو ذلك، إذا كان المؤلف هو: بركات بن حسن بن عجلان بن رميثة الحسني، أحد أمراء مكة في عهد الأشراف، المتوفي سنة 859ﻫ.ق.

والأمر يحتاج إلى مزيد من البحث أو التحقيق، والتقصي. وقد أحببت إثارة الأسئلة، لا أكثر، والله هو الموفق والمسدد.

والحمد لله رب العالمين.

قم المشرفة 3/5/1409ﻫ.ق

جعفر مرتضى العاملي


  • المصدر : http://www.al-ameli.com/subject.php?id=129
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 02 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18