• الموقع : سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي .
        • القسم الرئيسي : النتاجات العلمية والفكرية .
              • القسم الفرعي : تقريظات ومقدمات كتب .
                    • الموضوع : تقريظ كتاب أطلس الشيعة .

تقريظ كتاب أطلس الشيعة

تقريظ لكتاب أصلس الشيعة

بسم الله الرحمن الرحيم

و الحمد لله رب العالمين و الصلاة‌ و السلام علی محمد و آله الطاهرين

و بعد؛ فإن أكثر الناس ادراكاً لقيمة هذا الكتاب هم أ‌ولئك العارفون بتواريخ الأمم والشعوب، الواقفون علی تقلبات أحوالها، ‌و تبدلات أوضاعها في المجالات الحياتية يری كيف أن حركتهم الدائبة عبر الدهور و العصور تترك آثاراً سلبية في كثير من الأحيان علی سلامة ما يحكی لنا حركة التاريخ، و علی درجة وضوحه، ثم علی بوصلته فی مساره العام، لأن طول الزمن، و تعاقب الأحداث، يصاحبه فی الأكثر عبث و تصرف فی المعالم و الآثار، و تراجع متواصل للتوهج العاطفی الذی يحفظ علاقة الإنسان بتاريخه حيث ينتهی الأمر بنسيان كثير من احداث، أو بتحريف كثير من تفاصيلها، ‌و اندراس معالمها إو تشويه تلك المعالم، أو اختلاس وضوحها.

فكان لابد من السعی للحفاظ علی ما يمكن حفظه من شواهد و علامات، و آثار و تسميات، و تفاصيل و مجملات، ومن قيود و حدود للكليات و الجزئيات، ‌لكی لا تعود الواضحات مبهمات، و لا يضعها ذلك علی طریق النسيان أو التجاهل، أو يخرجها من دائرة التداول، حيث يبطل دورها فی حفظ المسار، أو فی ضبط الأمور حيث تحتاج إليها فی ذلك.

و هذا كله يوضح لنا قيمة هذا الكتاب، ‌الذی أريد أن یكون له دور فی مواجهة هذا الخطر، من حيث أنه يسهم فی حفظ بعض معالم الأحداث التاريخية، التی كان لابد من العمل علی حفظها منذ وقت طويل.

و نحن إذ نعتز بهذه البادرة، و نثمّن و نقدر هذه المبادرة، من حيث أنها حملت معها سعيا عمليا حثيثاً لحفظ المعالم و الآثار، حتی فی الأسماء و البِقاع و الأماكن، و تحديد حدودها، و احياء و اظهار معالمها و رسومها.

فإننا نری أن هذا العمل المبارك، حتی لو ظهرت فيه بعض الثغرات يبقي عملاً رائداً، و هادفاً،‌ و جليلاً... وتبقي تلك الثغرات ان وجدت عاجزة عن أن تلحق به أی وهن أو ضعف. بل ستكون هی عرضة للملاحقة المرّة من قبل الباحثين و العاملين المخلصين، المهتمين بالإجهاز عليها، و قطع كل قرن نجم منها، و محو كل ظل ظهر لها. حين تشرق شمس المعرفة، التی تجعلها هی وظلها فی خبر كان، فی كل عصر و زمان.

فبورك جهد هؤلاء الإخوة، و شكر الله سعيهم، و حباهم منه بالتأييد، و التوفيق ‌و التسديد، و ثبتهم الله علی طريق ذات الشوكة التی يحب الله سالكيها...

والحمد‌لله، وصلاته و سلامه علی عباده الذين اصطفی محمد و آله الطاهرين.

حرر بتاريخ 8 شهر رمضان المبارك 1428 هـ .ق

بیروت

جعفر مرتضی العاملی

عامله الله بلطفه و إحسانه


  • المصدر : http://www.al-ameli.com/subject.php?id=197
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 02 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19