• الموقع : سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي .
        • القسم الرئيسي : الأسئلة والأجوبة .
              • القسم الفرعي : الأسئلة العقائدية .
                    • الموضوع : أهل الجنة يرون بعضهم في نفس درجاتهم! .

أهل الجنة يرون بعضهم في نفس درجاتهم!

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..

هل الإنسان يمكنه أن يرى الصحابة، مثل مالك الأشتر، وجابر الأنصاري في الجنة، في نفس الدرجه التي هم فيها؟!


الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم


والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.. وبعد..

فقد روي عن أمير المؤمنين «عليه السلام» أنه كان يقول: إن أهل الجنة ينظرون إلى شيعنتا، كما ينظر الإنسان إلى الكواكب. وكان يقول: من أحبنا بقلبه، وأعاننا بلسانه، وقاتل معنا أعداءنا بيده، فهو معنا في الجنة في درجتنا الخ..(1).

فإذا كان الإنسان مع أهل البيت، فذلك يعني أنه يراهم ويجمتع بهم.. وقال تعالى عن أهل الجنة: ﴿إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾(2). وهذا يدل على اجتماع أهل الجنة مع بعضهم أيضاً، ولا ريب في أن الله تعالى يحب للناس أن يروا منازل أوليائه والأخيار الأبرار من عباده، فإن ظهور هذه الكرامة الإلهية لهم من أسباب زيادة نعيمهم.. ولن يحسدهم أهل الجنة على هذه الكرامة.. لأن الآيات صرحت، وكذلك الروايات: بأن الله تعالى قد نزع من قلوب أهل الجنة الغل والسوء: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾(3).

وقيل للإمام الصادق «عليه السلام»: إن المؤمِنَيْن يدخلان الجنة، فيكون أحدهما أرفع مكاناً من الآخر، فيشتهي أن يلقى صاحبه.

قال: من كان فوقه فله أن يهبط، ومن كان تحته لم يكن له أن يصعد، لأنه لا يبلغ ذلك المكان، ولكنهم إذا أحبوا ذلك واشتهوه التقوا على الأسرة(4).

ومما يدل على اجتماع أهل الجنة مع بعضهم، وتجاذبهم أطراف الحديث قوله تعالى: ﴿وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ. قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِين. فَمَنَّ اللهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُوم﴾(5).

وقال سبحانه: ﴿فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ. قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ. يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ. أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ. قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ. فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ. قَالَ تَاللهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ. وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ﴾(6).

والحمد لله، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله..

جعفر مرتضى العاملي..


(1) الخصال للصدوق ص629 وتحف العقول ص118 و 119 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج1 ص252 وراجع: شرح الأخبار ج1 ص165 وج3 ص121 و 448 وبحار الأنوار ج10 ص107 وراجع ج8 ص148 وج65 ص18 وراجع: عيون الحكم والمواعظ ص142.

(2) الآية 47 من سورة الحجر.

(3) الآية 47 من سورة الحجر.

(4) بحار الأنوار ج8 ص106 وتفسير مجمع البيان ج9 ص351 والتفسير الصافي ج3 ص184 والبرهان ج5 ص243 وتفسير نور الثقلين ج3 ص147 وتفسير كنز الدقائق ج7 ص377.

(5) الآيات 25 ـ 27 من سورة الطور.

(6) الآيات 50 ـ 57 من سورة الصافات.


  • المصدر : http://www.al-ameli.com/subject.php?id=340
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 07 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19