• الموقع : سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي .
        • القسم الرئيسي : الأسئلة والأجوبة .
              • القسم الفرعي : الأسئلة التاريخية .
                    • الموضوع : زواج أسماء بنت عيمس .

زواج أسماء بنت عيمس

السؤال:

بسمه تعالى

سماحة  العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد..

إذا كان للسيدة أسماء بنت عميس أن تتزوج أحداً بعد جعفر بن أبي طالب (ع) كان الأجدر بها حسب روايات اختيار الزوج والزوجة استناداً إلى الروايات التي تضع مقاييس الزوج والزوجة أن تتزوج من بعض هؤلاء الأصحاب الذين لهم تاريخ مشرف مع أهل البيت (ع)؟

إذن لماذا تزوجت من أبي بكر دون غيره؟


الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على على محمد وآله الطاهرين.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

وبعد..

فإن زواج أسماء بنت عميس من أبي بكر قضية شخصية لها ظروفها التي لم نطّلع عليها ولم يسجل لنا التاريخ ما يفيد باستنكاه أسبابها..

غير أننا نقول:

إن أسماء بنت عميس كانت لما يقرب من خمس عشرة سنة في الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب، وقد رجعت إلى المدينة مع زوجها جعفر بن أبي طالب رضوان الله عليه في السنة السادسة، وفي السنة الثامنة استشهد زوجها في مؤتة.

فلعل الأمور لم تكن بالنسبة إليها قد واتضحت بعد، كما هو الحال في الذين عايشوا الأحداث، واطلعوا عليها، وعرفوا ميول الناس، وأحوالهم، ومواقفهم تجاه علي وأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم.

وبعد استشهاد زوجها تزوجت أبا بكر وعرفته عن قرب.

وبعد وفاة أبي بكر تزوجت تزوجت بعلي عليه السلام، وميزت بينه وبين غيره، ورجحت من رأت انه يهتم برضا الله ورسوله أكثر من الآخر، واتخذت موقفها على هذا الأساس.

على أننا نقول:

إن هذا الزواج كان فيه نفع عظيم للإسلام لسببين:

السبب الأول: أنها رحمها الله حين كانت في بيت أبي بكر كانت تخبر أمير المؤمنين عليه السلام ورسول الله  «صلى الله عليه وآله» بكل ما يجري في ذلك البيت من  تدبيرات ذات طابع سلبي، ولاسيما فيما يرتبط بالإمامة ومستقبلها.

ثانياً: إنها أنجبت من أبي بكر ولداً كان من خيرة أهل الإيمان، ومن أصدقهم ولاءً وحباً وتضحيةً وإخلاصاً لأمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، وكان له دور كبير لاسيما فيما يرتبط بخروج أخته عائشة على أمير المؤمنين في حرب الجمل، حتى إنها كانت تدعو عليه بالموت، في حين أنها كانت تجزع أشد الجزع إذا شعرت أن عبد الله ابن الزبير يواجه خطراً، مع أن محمداًَ كان أخاها وذاك كان ابن أختها.

وقد كان محمد بن أبي بكر حجة على مناوئي أمير المؤمنين عليه السلام.

وفي الرواية: انه كان من حواريي أمير المؤمنين عليه السلام(1).

وعن الامام الصادق «عليه السلام»:

«كان عمار بن ياسر ومحمد بن أبي بكر لا يرضيان أن يعصى الله عز وجل»(2).

عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول:

«إن المحامدة يأبى أن يعصى الله عز وجل.

قلت: ومن المحامدة؟!

قال: محمد بن جعفر ومحمد بن أبي بكر ومحمد بن أبي حذيفة ومحمد ابن أمير المؤمنين عليه السلام» (3).

وحين استشهد رضوان الله تعالى عليه قال أمير المؤمنين عليه السلام:

«يا لها من مصيبة ما أعظمها، مصيبتي بمحمد»(4).

وقد ذكره النبي صلى الله عليه وآله قبل أن يولد، حيث فسّر رؤيا رأتها عائشة عن أبيها الذي كان في سفر فقال لها:

«يرجع أبو بكر صالحاً فتحمل منه أسماء بغلام فتسميه محمداً، يجعله الله غيظاً على الكافرين والمنافقين»(5).

 وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

جعفر مرتضى العاملي

قم المشرفة


 (1)روضة الواعظين للفتال النيسابوري ص 282 وخاتمة المستدرك للميرزا حسين النوري الطبرسي ج 4 ص 371 والاختصاص للشيخ المفيد ص 61 بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج 22 ص 342 وج 44 ص 112 ومستدرك سفينة البحار للشيخ علي النمازي الشاهرودي ج 2 ص 465 واختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) للشيخ الطوسي ج 1 ص 9.

 (2)بحار الأنوار ج 34 ص 282 واختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) للشيخ الطوسي ج 1 ص 281.

 (3)بحار الأنوار ج 34 ص 282 وراجع: جامع الرواة للأردبيلي ج 2 ص 45: .

 (4)بحار الأنوار ج 30 ص 7  وراجع: مصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني  ج 4 ص 69 ونهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة للشيخ المحمودي ج 5 ص 195.

(5) راجع: الغارات لإبراهيم بن محمد الثقفي الكوفي  ج 1 ص 288 وبحار الأنوار ج 33 ص 563 ومستدرك سفينة البحار للشيخ علي النمازي الشاهرودي ج 4 ص 28.

 

 

  • المصدر : http://www.al-ameli.com/subject.php?id=344
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 08 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16