• الموقع : سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي .
        • القسم الرئيسي : الأسئلة والأجوبة .
              • القسم الفرعي : متفرقات .
                    • الموضوع : المراجع.. والفقه الأصغر!! .

المراجع.. والفقه الأصغر!!

 

السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين..

سماحة العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي دامت بركاته..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

ما رأيكم بقول البعض: بأن الاجتهاد يجب أن يكون في كل المعارف من فلسفة وعرفان.. أما المراجع، فإنهم مجتهدون في الفقه الأصغر؟!

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..

فلا شك في أن العلم نور، وكمال، وفضل.. ولكن لا ينبغي خلط الأمور ببعضها بهذه الطريقة، فهناك علوم دنيوية نافعة للإنسان في دنياه، وهي تذلل له صعابها، وتسهل عليه حزوناتها.

وهناك علوم بشرية عقلية تأملية، تسعى لتفسير الظواهر العامة، وتحاول نيل الماورائيات، وقد تصيب وقد تخطئ. ومن هذه العلوم: علم الفلسفة. وهناك روايات تذم هذا العلم، وعلم التصوف أيضاً.. وتبقى هذه العلوم في كثير من مفرداتها في دائرة التجاذب، والأخذ والرد..

وهناك علوم تعنى بحقائق الدين، في عقائده وشرائعه، وأخلاقه، وسياساته، وسائر مكوناته..

وقد رأينا في الروايات ثناء على بعض العلوم، كقول أمير المؤمنين «عليه السلام»: «علم الأديان، وعلم الأبدان»([1]).

وعنه «عليه السلام»: العلم ثلاثة: الفقه للأديان، والطب للأبدان، والنحو للسان»([2]).

وفي نص ثالث: «العلوم أربعة: الفقه للأديان، والطب للأبدان، والنحو للسان، والنجوم لمعرفة الأزمان»([3]).

وبعد ما تقدم نقول:

إن الاشتغال بعلم الفقه يحتاج إلى الإطلاع على علوم كثيرة تمهيداً له، وإلى جهد ووقت يستغرق معظم أوقات العالم، فتكليفه بالاجتهاد في كل المعارف، ولاسيما ما لا ربط له بالأحكام، كالفلسفة، والتصوف قد يفِّوت عليه بعض ما كان ينبغي عدم التفريط فيه. ولا يصح التلهي عن الفقه بعلوم بما لا ارتباط لها به، إلا بنحو خفيف وضعيف..

على أن الدراسة التخصصية العميقة هي التي يدعو إليها العقلاء، ويرجحها أهل الدراية..

وإطلاق العبارات الطنانة والرنانة، وتصغير شأن الفقيه، كالقول: بأن الفقيه المتخصص مجتهد في الفقه الأصغر غير سديد.

والحمد لله، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى، محمد وآله الطاهرين..

جعفر مرتضى العاملي

 


([1]) طب الإمام الصادق ص17 وبحار الأنوار ج1 ص220.

([2]) تحف العقول ص144 وطب الإمام الصادق ص17 وبحار الأنوار ج78 ص45.

([3]) بحار الأنوار ج2 ص218 وكنز الفوائد ص240 وطب الإمام الصادق ص17.

 


  • المصدر : http://www.al-ameli.com/subject.php?id=351
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 10 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28