• الموقع : سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي .
        • القسم الرئيسي : الأسئلة والأجوبة .
              • القسم الفرعي : الأسئلة العقائدية .
                    • الموضوع : هل تم تعرية سبايا كربلاء؟! .

هل تم تعرية سبايا كربلاء؟!

  السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جاء في موسوعة شهادة المعصومين «عليه السلام» (لجنة الحديث في معهد باقر العلوم «عليه السلام»  المطبعة: اعتماد  ـ قم): «وتسابق القوم على نهب بيوت آل الرّسول وقرّة عين الزّهراء البتول، حتّى جعلوا ينتزعون ملحفة المرأة عن ظهرها».

وجاء «جاء رجل من سنبس إلى ابنة الحسين «عليه السلام» وانتزع ملحفتها من رأسها وبقين عرايا».

وجاء في الموسوعة أيضاً: «قال ابن الجوزيّ: وأخذ ملحفة فاطمة بنت الحسين واحد وأخذ حليّها آخر وعرّوا نساءه وبناته من ثيابهنّ..».

وفي كتاب: مثير الأحزان لابن نما الحلي جاء: «وانتزع ملحفتها من رأسها وبقين عرايا»

وجاء في بحار الأنوار الجزء 45 صفحة 193 سنة الطبع: 1983م مؤسسة الوفاء ـ بيروت: «ونساؤه سبايا، حفاة عرايا»

وجاء في كتاب: عاشوراء بين الصلح الحسني والكيد السفياني للمؤلف: السيد جعفر مرتضى العاملي: «إن الغزالي قال: وحال الحسين لا يحتمل الغلط، لما جرى من قتاله، ومكاتبة يزيد إلى ابن زياد بسببه، وحثه على قتله،ومنعه من الماء، وقتله عطشاً، وحمل رأسه وأهله سبايا، عرايا، على أقتاب الجمال إليه»

وجاء في كتاب «شرح إحقاق الحق» للمؤلف: السيد المرعشي: «ورأيت في تاريخ ابن خلكان رحمه الله قضية غريبة فأحببت ذكرها هيهنا، وهي: قال مشارف الخزانة الصلاحية: ذكرت الله وقد آويت إلى فراشي فيما عامل به آل سفيان لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وآلهفي قضية الحسين وقتله وقتل أهل بيته وأسر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم وحملهم على الأقتاب سبايا ووقوفهم على درج دمشق سبايا عرايا »

وجاء في البداية والنهاية لابن كثير: «قول الرافضة: إنهم حملوا على جنائب الإبل سبايا عرايا، حتى كذب من زعم منهم أن الإبل البخاتي إنما نبتت لها الأسنمة من ذلك اليوم لتستر عوراتهن من قبلهن ودبرهن».

وفي تاريخ الطبري: «مال الناس على نساء الحسين وثقله ومتاعه فإن كانت المرأة لتنازع ثوبها عن ظهرها حتى تغلب عليه فيذهب به منها»

وفي الكامل في التاريخ: «ونهبوا ثقله ومتاعه وما على النساء حتى إن كانت المرأة لتنزع ثوبها من ظهرها فيؤخذ منها.»

وفي الإرشاد للشيخ المفيد: «فوالله لقد كنت أرى المرأة من نسائه وبناته وأهله تنازع ثوبها عن ظهرها حتى تغلب عليه فيذهب به منها،... وجاء عمر بن سعد فصاح النساء في وجهه وبكين فقال لأصحابه: لا يدخل أحد منكم بيوت هؤلاء النسوة، ولا تعرضوا لهذا الغلام المريض، وسألته النسوة ليسترجع ما أخذ منهن ليتسترن به فقال: من أخذ من متاعهن شيئا فليرده عليهن ؟ فوالله ما رد أحد منهم شيئا»

وفي بحار الأنوار واللهوف في قتلى الطفوف «أشرفت امرأة من الكوفيات فقالت من أي الأسارى أنتن نحن أسارى آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم فنزلت المرأة من سطحها فجمعت لهن ملاء وأزرا ومقانع وأعطتهن فتغطين.»

وإلى غير ذلك من أخبار مضافاً إلى الشعر المنسوب للإمام زين العابدين عليه السلام «تسيرونا على الأقتاب عارية»..

وكلام السيدة زينب عليها السلام «أي كريمة أبرزتم»

وكلام السيدة فاطمة بنت الحسين «عليها السلام» وأي صبية سلبتموها»

وكلام السيدة زينب عليها السلام في الشام: «أمن العدل تخديرك إماءك وسوقك بنات رسول الله سبايا قد هتكت ستورهن»...

والشعر المنسوب للسيدة فاطمة بنت الحسين عند العودة إلى المدينة:

وأخبر جدنا أنا أسرنا * وبعد الأسر يا جدا سبينا

ورهطك يا رسول الله أضحوا                               عرايا بالطفوف مسلبينا

وقد ذبحوا الحسين ولم يراعوا                    جنابك يا رسول الله فينا

فلو نظرت عيونك للأسارى                      على أقتاب الجمال محملينا

رسول الله بعد الصون صارت                   عيون الناس ناظرة إلينا

وكل هذه الأخبار تفيد أنّ القوم هجموا على الفاطميات وسلبوهن كل ما عليهن من الحلي والحلل والمقانع والمآزر والملاحف وتركوهن عرايا مسلبات وكما تتحدث الروايات في بحار الأنوار وغيره خرجن حافيات مسلبات حاسرات.. وأنهنّ طلبن من ابن سعد لعنه الله ملابس ليتسترن بها فلم يعطيهن أحد شيء مما أخذه.. وسيروهنّ على أقتاب الجمال سبايا عرايا ولما وصلن إلى الكوفة أعطت إحدى الكوفيات النساء مآزر ومقانع ليتغطين...

فهل هذا يُعقل وهل هذا يّمكن أن يحصل؟؟ وكيف يسمح الله سبحانه وتعالى بهذا الانتهاك الذي لا يحتمله قلب الإنسان ولا عقله ؟!

ليس كفراً ولكن عجباً.. أين قول الإمام الحسين لزينب: واعلمي أن الله حافظكنّ!!! أين الحفظ؟!

وأين قول الإمام الحسين: هيهات منا الذلة؟؟

وكيف يمكن للسيدة زينب عليها السلام أن تتحدى القوم بعد هذا وتخاطبهم بالقوة المذكورة في خطبها وأن تقول لهم: ما رأيت إلا جميلا..!!!


الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..

فإن المراد بالعري الذي تتحدث عنه النصوص التي ذكرت في السؤال ليس هو ما يصل إلى حد ظهور أجساد النساء للرجال الأجانب، بقرينة أن الحديث في طائفة من تلك النصوص هو عن سلب ملاحف النساء، والملحفة هي الملاءة. والملاءة هي بعض ثياب المرأة، وتجعل عادة فوق سائر ثيابهن.

ولو كان المراد العري التام لوجدنا: أولاً: أن النسوة يكافحن من أجل الستر والحفظ إلى حد الرضا بورود الحتوف على كشف أجسادهن للملأ.

وثانياً: لوجدنا زينب «عليها السلام» تذكر ذلك في خطبتها بالشام في مجلس يزيد، وهي إنما ذكرت كشف وجوه النساء، ولم تذكر العري، وكشف الأجساد.

وثالثاً: إن تلهف الأئمة «عليهم السلام» إنما كان على نفس سبي النساء، ولو كان هناك عري بالمعنى الذي يرمي إليه السائل لوجدت هذا الأمر هو الأبرز في كلام الأئمة، والأكثر إيلاماً لهم «عليهم السلام».

فالمقصود بالعري هو سلبهن الألبسة اللائقة بهن كالملاحف والملاءات التي تكون فوق الثياب الساترة للجسد، وترك الأسمال، والثياب التي لا يليق بالمرأة الشريفة أن تظهر بها.. حتى وإن كانت ساترة للجسد.

رابعاً: إن حديث جمع إحدى الكوفيات ملاء وأزراً ومقانع، وأعطتها للنساء يدل على ما نقول.

خامساً: إن العديد من النصوص التي ذكرت في السؤال لا تدل على مقصود السائل، كما يعلم بالمراجعة والتدقيق فيها..

وقول الإمام السجاد «عليه السلام»:

تسيرونا على الأقتاب عارية، إن صح. لا يدل على ذلك أيضاً، لأن كلمة عارية وصف للأقتاب.

وقول السيدة زينب «عليها السلام»: «أي كريمة أبرزتم»؟! لا يدل أيضاً على مطلوب السائل..

وكذلك الحال بالنسبة لقولها ليزيد: أمن العدل يا ابن الطلقاء؟! إلخ..

ومثله قول فاطمة بنت الحسين «عليه السلام»: «وأي صبية سلبمتموها».

والحمد لله، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى، محمد وآله الطاهرين..

جعفر مرتضى العاملي


  • المصدر : http://www.al-ameli.com/subject.php?id=371
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 12 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19