• الموقع : سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي .
        • القسم الرئيسي : الأسئلة والأجوبة .
              • القسم الفرعي : الأسئلة العقائدية .
                    • الموضوع : ما هو سر الكتابة على القبر .

ما هو سر الكتابة على القبر

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

عظم الله أجوركم وأحسن الله عزائكم، بشهادة سيد الشهداء عليه السلام.

مسألة لو سمحتم..

ما هو السر في كتابة الإمام زين العابدين «عليه السلام» على القبر هذا قبر الحسين بن علي... ؟

رحم الله والديكم..


الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..

ذكر السيد المقرم «رحمه الله» في كتاب مقتل الحسين «عليه السلام» ص320 ط سنة 1399هـ عن الكبريت الأحمر، وأسرار الشهادة والإيقاد: أن الإمام السجاد «عليه السلام» كتب على القبر: هذا قبر الحسين بن علي بن أبي طالب «عليه السلام» الذي قتلوه عطشاناً غريباً.

وروى الصدوق «رحمه الله» عن جارية لأبي محمد العسكري «عليه السلام» أن أم المهدي «عليه السلام» ماتت في حياة أبي محمد «عليه السلام»، وعلى قبرها لوح مكتوب عليه: هذا قبر أم محمد(1).

وروى الكليني رواية جاء فيها: أن الإمام الكاظم «عليه السلام» أمر بعض مواليه أن يجصص قبر ابنة له دفنت بفيد.. ويكتب على لوح اسمها، ويجعله في القبر(2).

ومن فوائد الكتابة على القبر: أن تصبح الكتابة دليلاً على صاحب القبر، فإذا أراد أحد أن يتقرب إلى الله بزيارة قبر شخص بخصوصه، فإن الكتابة تدله على الموضع الذي يريد زيارته. وتزيل اللبس عنه. ولاسيما إذا كان صاحب القبر إماماً يقصد زيارته الناس من أقاصي بقاع الأرض، وفي جميع الأزمان على مر العصور. فكيف إذا كان هناك سعي حثيث لطمس معالم قبره، وتعمية السبل إليه؟!

ويتأكد ذلك: إذا كان هناك من يتعمد إثارة الشبهات حول الزيارة، ويحاول أن يسلب الزائر اليقين بموضع القبر، لكي يفقد قسطاً وافراً من التوجه والخشوع، والإخلاص في الدعاء والطلب.

وبعدما تقدم نقول:

روى أبو الفرج عن علي بن العباس المقانعي، قال: أنبأنا بكار بن أحمد، قال: حدثنا إسحاق بن يحيى، عن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن الحسن، قال:

لما كان اليوم الذي قتل فيه محمد «صلى الله عليه وآله» قال لأخته: إني في هذا اليوم على قتال القوم، فإن زالت الشمس، وأمطرت السماء فإني أقتل، وإن زالت الشمس ولم تمطر السماء، وهبت الريح فإني أظفر بالقوم.

فإذا زالت الشمس فاسجري التنانير، وهيئي هذه الكتب «5»، فإن زالت الشمس ومطرت السماء فاطرحي هذه الكتب في التنانير، فإن قدرتم على بدني، ولم تقدروا على رأسي فأتوا به ظلة بني نبيه على مقدار أربعة أذرع أو خمسة فاحفروا لي حفيرة، وادفنوني فيها. فلما مطرت السماء فعلوا ما أمرهم به، وقالوا: إنه علامة قتل النفس الزكية أن يسيل الدم حتى يدخل بيت عاتكة. قال: وأخذ جسده، فحفروا له حفيرة، فوقعوا على صخرة فأدخلوا الحبال فأخرجوها فإذا فيها مكتوب: هذا قبر الحسين بن علي بن أبي طالب، فقالت زينب: رحم الله أخي، كان أعلم حيث أوصى أن يدفن في هذا الموضع(3).

وهذا كلام لا يصح لأن الحسين بن علي بن أبي طالب قد استشهد في كربلاء، وفيها دفن، ومحمد بن عبد الله بن الحسن قتله المنصور في المدينة، ودفن في البقيع.

والحمد لله، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى، محمد وآله الطاهرين.

جعفر مرتضى العاملي

 


(1) بحار الأنوار ج79 ص47 وج51 ص5 وكمال الدين باب 42 حديث رقم7.

(2) بحار الأنوار ج48 ص289.

(3) مقاتل الطالبيين (ط دار المعرفة) ج1 ص271 و 272 و (ط أخرى) ج1 ص75 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج3 ص308.

 


  • المصدر : http://www.al-ameli.com/subject.php?id=372
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 12 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20