السؤال:

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ذكرتم في كتاب الصحيح من سيرة النبي «صلى الله عليه وآله» ان النبي دعا لقتال عمر بن ود منادياً من لهذا الكلب.

وكذلك ان امير المؤمنين «عليه السلام» عندما قتل عمر بن عبد ود حز رأسه و أتى به للنبي «صلى الله عليه وآله».

السؤال: ألا يعد هذين الفعلين قبيحين، كيف يخرجان من معصومين؟

موفقين لكل خير

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..

1 ـ فقد ورد في الحديث: الشريف: الدنيا جيفة وطلابها كلاب.. فلا مانع من تشبيه شيء بشيء إذا توفر عنصر الشبه بينهما..

وفي قضية عمرو بن عبد ود نقول:

إنه هو الذي أسقط حرمة نفسه، ووضعها موضع المهانة، حين جاء ليطفئ نور الله، ساعياً في قتل أعظم الأنبياء، وأفضلهم، وقتل سيد الأوصياء.. فمن الذي قال: إن تحقيره وتصغير شأنه أمام الناس المرعوبين منه يكون قبيحاً؟! بل هو يصبح لازماً وضرورياً.

ولو كان هذا التوصيف قبيحاً في مقام كهذا لم يصح وروده في القرآن، فقد قال تعالى: ﴿كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ﴾(1). وقال تعالى: ﴿إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾(2). وقال: ﴿كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا﴾(3).

2 ـ أما بالنسبة لحزه «عليه السلام» رأس عمرو بن عبد ود، فلا ضير فيه، فإن المطلوب هو قتله، وقد اختار «عليه السلام» هذه الطريقة لقتله..

أما مجيئه برأسه لرسول الله «صلى الله عليه وآله»، فليس قبيحاً أيضاً، لاسيما إذا كان الهدف هو شد قلوب المؤمنين، وإضعاف معنويات المشركين والمنافقين.

والقبيح هو المثلة التي هي قطع الأعضاء بعد الموت لإظهار بشاعة المنظر، والتشفي. وليس نقل الجسد، أو نقل أجزائه من مكان إلى مكان أمراً قبيحاً.

والحمد لله، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى، محمد وآله الطاهرين..

جعفر مرتضى العاملي