• الموقع : سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي .
        • القسم الرئيسي : الأسئلة والأجوبة .
              • القسم الفرعي : الأسئلة القرآنية .
                    • الموضوع : قرآن باللغات الأخرى .

قرآن باللغات الأخرى

السؤال :

إن نزول القرآن باللغة العربية وكونه هو معجزة الإسلام، فيه تسهيل على العرب، لأن بإمكانهم إدراك إعجازه، لكنه بالنسبة لغير العرب ليس كذلك، فهناك حيف بالنسبة إليهم، حيث لا يمكنهم إدراك إعجازه، فلماذا لم تنزل لهم كتب بلغاتهم ليمكنهم إدراك الإعجاز؟!

وسؤال آخر :هو أنه هل يجب البحث في كل الأديان والمذاهب؟! وهل هذا ممكن؟!


الجواب :

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين.. وبعد..

1ـ أما بالنسبة للسؤال الأول، فنقول:

إن نزول القرآن باللغة العربية لا يعني عجز الآخرين عن إدراك إعجازه، إذ يمكنهم أن يتعلموا هم اللغة العربية، فيدركوا معجزته بصورة مباشرة.. وبإمكانهم أيضاً أن يسألوا العارفين باللغة عن ذلك.. فهم إذن ليسوا عاجزين عن إدراك الإعجاز، كما ورد في السؤال..

وأما حديث: أن ذلك فيه مشقة عليهم، فهو صحيح في خصوص الموارد، التي يعجز فيها الإنسان عن السؤال ممن يثق به ولا يجد أي باب آخر لمعرفة الحق.. وهو أمر نادر جداً.. لكنه ليس فيه أي محذور ولا حيف بالنسبة إليهم أيضاً، لأن هذه المشقات التي يتحملونها لا تذهب سدى، بل يثيبهم الله عليها، فإنه سبحانه لا يضيع عمل عامل، من ذكر أو أنثى..

والذي يسهل الأمر هو ما أشرنا إليه من أن الوصول إلى الحق لا ينحصر في باب واحد، فكل إنسان له طريق إليه، تناسب حاله، وثقافته ودرجة وعيه، والوسائل المتوفرة لديه.. وما إلى ذلك..

كما أن اعجاز القرآن غير منحصر بجهته البيانية فليس ايمان غيرالعرب موقوفاً على ادراكهم الإعجاز البياني.

كما أن هناك أموراً يدركها الإنسان بفطرته، وأموراً يدركها بعقله، فلا حاجة فيها إلى تعلم لغة..

يضاف إلى ذلك كله: أن مفاسد إنزال كتب بعدد لغات البشر عظيمة، وجسيمة، فلا بد من معالجة الأمر بأحد أمرين:

الأول: التدخل لإجبار البشر كلهم على النطق بلغة واحدة، وفي هذا ظلم أكيد، ومفاسد عظيمة، وتضييع لفوائد جليلة، وعوائد جميلة..

الثاني: أن يكلفهم بالبحث وبذل الجهد، ثم يعوضهم عن ذلك بالثواب الجزيل والأجر الجميل وهذا هو ما حصل بالفعل..

 

2ـ وأما بالنسبة للسؤال الثاني، فنقول:

إنه إذا ثبت الحق بدليله القاطع، علم أن ما عداه باطل، فالدليل المثبت للحق، هو نفسه دليل بطلان غيره.. فلا يحتاج بعد هذا إلى بحث.. فإذا ثبت أن القرآن هو الصحيح.. فكل ما يخالفه يكون باطلاً. فلا حاجة إلى صرف الوقت والجهد فيه.. بل قد يكون ذلك من تضييع الوقت الذي لا يرضاه الله سبحانه..

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله..

جعفر مرتضى الحسيني العاملي

 


  • المصدر : http://www.al-ameli.com/subject.php?id=422
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 01 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28