• الموقع : سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي .
        • القسم الرئيسي : الأسئلة والأجوبة .
              • القسم الفرعي : الأسئلة العقائدية .
                    • الموضوع : تكلم رأس الحسين ( عليه السلام ) .

تكلم رأس الحسين ( عليه السلام )

بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة آية الله السيد جعفر مرتضى العاملي دام ظله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 نرجو منكم التفضل بالإجابة  مع الإعتذار على مزاحمتكم وندعو لكم بالتوفيق والنصر:

ما هو مدى صحة ما ينقُلُهُ قراء المجالس الحسينية عن تكلم رأس الحسين × بعد استشهادِهِ وعن سطوع النور منهُ إلى عنان السماء حيث إن بعض العلماء يقولون إن هذهِ أمور مبالغٌ فيها ولا سند شرعي صحيح إليها؟


 

الجواب :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين..

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 وبعد..

 

 إن الرواية بكلام الرأس وسطوع النور منه إلى عنان السماء، موجودة.. ولا يستطيع أحد أن يكذبها بدعوى أنها مبالغ فيها، ومن يدّعي المبالغة فعليه أن يذكر لنا المقدار الحقيقي منها..

 

والغريب في الأمر: أن بعض هؤلاء الذين يطالبون الآخرين بالدليل على الإثبات ـ هم أنفسهم يقولون: كما أن الإثبات يحتاج إلى دليل، كذلك النفي يحتاج إلى دليل ـ فنحن نطالب هؤلاء بدليلهم على النفي هنا.

كما أننا نطالبهم بدليل على إثبات وجود مبالغة من الأساس..

ويثير عجبنا حقاً: أن السؤال قد جاء بصيغة: أن قراء المجالس هم الذين ينقلون ذلك، مع أن ذلك وارد في الروايات التي ذكرها علماؤنا الأبرار في مؤلفاتهم المعتبرة..

والذي يزيد هذا الأمر غرابة، التعبير في السؤال بكلمة  "سند شرعي " فيا ليته بيّن لنا الفرق بين السند الشرعي الصحيح.. وبين السند الصحيح غير الشرعي لرواية ترتبط بالمعصوم..

ولسنا بحاجة إلى لفت نظر القارئ إلى أن استخدام أمثال هذه التعابير، والتقعّر في الأقوال على هذا النحو، إنما يهدف للتأثير النفسي على القارئ كي يقنع منهم بمجرد الدعوى، ولا يطالبهم بالدليل عليها..

هذا، وقد روي أن الرأس المقدس قد تكلم بالآيات القرآنية وبغيرها، من طرق السنة والشيعة.

 فراجع على سبيل المثال:

 

(الإرشاد للمفيد والخصائص الكبرى ج2 ص125 و127 ومناقب آل أبي طالب ج2 ص188 وشرح الشافية وهي قصيدة أبي فراس ص148 ومقتل العوالم ص151 والخرايج والجرايح، وتفسير نور الثقلين ج3 ص243 والبحار ج45 ص188 و172 ومصادر ذلك كثيرة لا مجال لاستقصائها).

بقي أن نشير إلى أننا نخشى أن يكون قولهم: إن تكلم الرأس مبالغ فيه، مقدمة للقول بأن تكلم الحصى وتسبيحه في يد الرسول ’، مبالغ فيه، ومعراج الرسول ’، مبالغ فيه. وانشقاق القمر كذلك، ورد الشمس لعلي ×، والإتيان بعرش بلقيس، وعدم احتراق إبراهيم × بالنار، وقلع علي × لباب خيبر، ومعرفة داود وسليمان ‘ بمنطق الطير، وتسخير الجن لسليمان×، وتسخير الرياح له، ومعرفته بما تقوله النملة و.. و.. و.. مبالغ فيه..

ولعل الهدف من ذلك كله هو تحديد قدرة الله جل وعلا.. وتحجيمها لتصبح في حجم قدراتهم.

وأخيراً نقول: قد روى الكليني بسنده عن الإمام الباقر ×، قوله في حديث:

>والله، إن أحب أصحابي إلي أورعهم، وأفقههم، وأكتمهم لحديثنا، وإن أسوأهم عندي حالاً وأمقتهم للذي إذا سمع الحديث ينسب إلينا ويروى عنا، فلم يقبله اشمأز منه، وجحده، وكفّر من دان به، وهو لا يدري! لعل الحديث من عندنا خرج، وإلينا أسند، فيكون بذلك خارجاً من ولايتنا<([1]).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

جعفر مرتضى الحسيني العاملي


([1]) الكافي ج2 ص223.


  • المصدر : http://www.al-ameli.com/subject.php?id=442
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 02 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29