• الموقع : سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي .
        • القسم الرئيسي : الأسئلة والأجوبة .
              • القسم الفرعي : الأسئلة التاريخية .
                    • الموضوع : اختلاف النقول في سير العلماء .

اختلاف النقول في سير العلماء

 

باسمه تعالى

 

جناب العلامة المحقق العاملي أدام المولى الجليل تأييده.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مولانا الكريم لدي اهتمام كبير جدا بسيرة العلماء والاطلاع على أحوالهم العلمية والأخلاقية لذلك استعين ببعض كتب التراجم التي قد يكون البعض منها أقرب إلى المنهج القصصي منه إلى علم الرجال.

ومن بين تلك الكتب كتاب >قصص العلماء< للتنكابني ولقد قرأت للسيد محمد حسين الطهراني وصفا لبعض ما جاء في هذا الكتاب بأنه خرافات عجائز.

علماً بأن بعض القصص التي نسبت إلى بعض من كبار علمائنا أمثال شيخ الإسلام جعفر آل كاشف الغطاء بأنه كان كثير الأكل والجماع والرواية طويلة نوعاً ما.

والملفت للنظر في هذه الرواية أنها مخالفة لما عرف عن نهج وسيرة حياة مراجعنا العظام من العزوف عن الدنيا والزهد والورع والتقوى العالية.

لقد ورد أيضاً في كتاب دار السلام في تعبير الرؤية والمنام للمحدث النوري في الجزء الثاني من الكتاب بأن أحد علمائنا رأى النبي ’ وسأله عن فلان العالم وما هو وضعه في البرزخ إلى أن سأله عن ابن سينا.

وهنا الإشكال فكان الجواب بأنه أراد أن يصل إلى الله من غير طريق النبي ’ فأشار بيده الشريفة فسقط في النار.

وفي نفس الصفحة ورد منام لأحد العلماء العامليين في حق المولى الفيض الكاشاني بأنه في ضنك بسبب بعض الاعتقادات التي تبناها في الدنيا.

سؤالي: مولانا الكريم كيف يمكننا أن نوفق بين ما جاء في هذه الكتب وبين ما هو متعارف عليه من حسن سيرة أولئك العلماء العظام علما بأن المنام ليس بحجة والغريب أن المحدث النوري أورد هاتين القصتين من دون عرض أي مناقشة سلباً أو إيجاباً؟

مازلتم بعنايته ملحوظين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الجواب :

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين..

أخي الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

وبعد..

فلا شك في أن سيرة الصالحين، ولاسيما العلماء منهم، لها فوائد هامة جداً على صعيد بناء الشخصية الإيمانية وتهذيب الأخلاق، ولكن مما لا شك فيه أيضاً.. أن بعض ما يؤثر عنهم رضوان الله تعالى عليهم.. لم يذكر على الوجه الصحيح، حيث إن النقل بالواسطة قد يُفقِد النص كثيراً من حيثياته، ووجوه دلالاته. وربما يفيد خلاف ما كان يتوخى منه.

وربما يكون ما نقل عن المرحوم كاشف الغطاء من هذا القبيل والناقد البصير يستطيع تلمس هذه الحقيقة في كثير من المواقع والمواضع.. غير أن بعض النصوص قد يكون صحيحاً كله، ولكن عدم اطلاعنا على سائر المفردات التي تعطي للنص مبرراته، أو بسبب وجود ارتكاز لدينا من نوع ما، يجعلنا نستغرب أو نشك، بل نقطع بعدم صحة ذلك النص الذي فاجأنا..

فالقضية المنقولة عن ابن سينا مثلاً قد أثارت عجبكم.. ووقفتم منها موقفاً سلبياً، إذ قد غاب عنكم أن ثمة نصوصاً لا تشجع على الجزم باستقامة هذا الرجل.. حتى إن بعضها تنسب إليه معاقرته للشراب المحرم..

كما أن ثمة نصوصاً تفيد: أنه لم يكن سليم الاعتقاد، وأن مذهبه ليس هو التشيع.. وذلك يجعل من الحديث الذي أورده الشيخ النوري في دائرة الإمكان..

ومهما يكن من أمر فإننا نشكر لكم اهتمامكم، ونقدِّر فيكم هذا الحرص على هذا الدين، ولا نملك إلا أن نشد على أيديكم، مع مزيد من الإصرار عليكم بمواصلة العمل في سبيل نشر هذا الدين، وتكريم رموزه. وهداية وتهذيب نفوس عباد الله..

وفقكم الله، وأخذ بيدكم إلى كل خير، ودفع عنكم كل شر.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جعفر مرتضى الحسيني العاملي


  • المصدر : http://www.al-ameli.com/subject.php?id=469
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 03 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19