• الموقع : سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي .
        • القسم الرئيسي : الأسئلة والأجوبة .
              • القسم الفرعي : الأسئلة العقائدية .
                    • الموضوع : هل كان النبي يريد الوصية لعلي؟ .

هل كان النبي يريد الوصية لعلي؟

 

 

بسمه تعالى

 

إن الشيعة يدّعون: أن النبي ’، قد أراد في مرض موته أن يصرح بالوصية للإمام علي ×، وأن يكتب ذلك في كتاب، لكن عمر منعه من ذلك، وقال: إن النبي ليهجر، أو غلبه الوجع، أو ما يقرب من ذلك..

مع أنه ليس في الحديث أن النبي ’، قد أراد أن يكتب خلافة الإمام علي ×، فهذا لا يعدو كونه مجرد تخرص ورجم بالغيب من الشيعة أنفسهم، رغبة في التنويه بأمر الإمامة، ولو من غير دليل.. وبذلك تبطل حجتهم هذه..

أضف إلى ذلك: أن النبي ’، قد ترك سنة غير مكتوبة، فلماذا يكتب هذا الكتاب؟!..

فهل من جواب على هذا القول وذاك؟!..


الجواب :

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..

فإن ما ذكر في السؤال لا يصلح رداً على الشيعة، وذلك لما يلي:

أولاً: إن هناك تصريحات من قبل الخليفة الثاني بأنه كان يعلم بأن النبي ’، قد أراد في مرض موته أن يصرح باسم الإمام علي × فمنعه..

وقد روى ذلك أهل السنة أنفسهم([1])..

ثانياً: لنفترض أن النبي ’، لم يرد أن يكتب في الكتاب إمامة الإمام علي ×، ولكن لا شك في أن قول عمر: إن النبي ’ ليهجر، أو غلبه الوجع.. أو أنه قال كلمة معناها غلبه الوجع..

نعم إن هذا القول يعتبر جرأة عظيمة وخطرة جداً على مقام النبي الأعظم ’.. وهو يظهر بصورة لا تقبل الترديد والشك، عدم صلاحية عمر بن الخطاب لمقام الخلافة، وهذا كاف فيما يرمي إليه الشيعة من إثبات بطلان خلافة عمر بن الخطاب..

وليس ثمة ما يثبت أنه قد أصبح أهلاً لهذا المقام، لا سيما وأنه لم ينقل عنه توبة عما صدر منه في حق رسول الله ’..

بل الثابت أنه قد واصل جرأته على الرسول ’، وذلك حينما هاجم بيت السيدة الزهراء ÷، التي قال فيها الرسول الكريم، ’: من أغضبها أغضبني، أو نحو ذلك..

ثالثاً: إن النبي ’، قد ترك سنة مكتوبة، وقد أمر عبد الله بن عمرو بن العاص، بأن يكتب كل ما يخرج من بين شفتيه، قائلاً:

أكتب فوالله، لا يخرج من بين هاتين إلا حق. أو نحو ذلك..

وقال: أكتبوا لأبي شاه. وقد أمر الناس بالكتابة فقال: قيدوا العلم بالكتاب..

وقد كتب عنه أمير المؤمنين ×، الجفر والجامعة وكتب أيضاً الكتاب الذي كان في ذؤابة سيفه، وفيه أمور من السنة.. وغير ذلك كثير.. وقد ذكرنا شطراً وافياً من ذلك، في الجزء الأول من كتاب: >الصحيح من سيرة النبي الأعظم ’<..

فما معنى قولهم: إن النبي ’ لم يترك سنة مكتوبة؟!..

رابعاً: لنفترض أن النبي ’، قد أمضى حياته دون أن يكتب أي شيء، وأراد في آخر لحظة أن يكتب أمراً بعينه، فما هو المانع من ذلك؟ وهل يصح قياس هذه الفترة على الفترات السابقة، بحيث لا بد أن تأخذ حكمها؟!..

خامساً: إذا كان يحق لعمر بن الخطاب، أن يمنع النبي ’، من كتابة الكتاب، فهل يحق له أن يعلل ذلك بأنه ’ يهجر، أو غلبه الوجع.. أو أن يقول كلمة هذا معناها؟!..

سادساً: إن النبي ’، يقول للناس: إنه إذا كتب الكتاب، فلن يضلوا بعده..

فكيف يقول له عمر: حسبنا كتاب الله؟!.. فهل هو أعرف من النبي ’ فيما يكون فيه الهداية والضلال؟!..

ألا يدل قول النبي ’: لن تضلوا بعدي.. على أن القرآن لا يغني عن كتابة الكتاب، باعتبار أن الكتاب هو تدبير نبوي، تنفيذي وإجرائي، من شأنه أن يمنع من ادعاء الناس أموراً تخالف الواقع.. أما القرآن فإنما يتحدث عن الأصول، والمباني، والقواعد والضوابط..

سابعاً: وأخيراً، نقول لأجل التذكير فقط: إن من يتجرأ على رسول الله ’، ألا يتجرأ على السيدة الزهراء ÷، وعلى الإمام علي ×، فضلاً عمن سواهما؟!

والحمد لله رب العالمين.

جعفر مرتضى الحسيني العاملي



([1]) فراجع: شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج12 ص21 وقاموس الرجال ج6 ترجمة عبد الله بن عباس..


  • المصدر : http://www.al-ameli.com/subject.php?id=534
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 03 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28