• الموقع : سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي .
        • القسم الرئيسي : الأسئلة والأجوبة .
              • القسم الفرعي : الأسئلة التاريخية .
                    • الموضوع : روايات أحداث آخر الزمان.. .

روايات أحداث آخر الزمان..

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله، والصلاة والسلام على، محمد وآله الطيبين الطاهرين.. واللعنة على أعدائهم أجمعين، من الأولين والآخرين، إلى قيام يوم الدين.

هل ما يجري في أيامنا هذه له ارتباط بالروايات حول آخر الزمان؟!

أفيدونا مأجورين..

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.. وبعد..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أولاً: ليس كلّ ما يحصل يجب أن يكون قد ورد له ذكر بخصوصه في رواية مكتوبة.

ثانياً: نحن دائماً نقول: إنّ هذه النظرة ليست موجودة عندنا.

فالإسلام لم يأخذ على عاتقه أن يكتب التاريخ قبل حصوله، وإنّما أخذ على عاتقه هداية الأمة ورعايتها، وإرشادها إلى ما فيه صلاحها.. وقد علم أن فتناً ستحدث في طول الزمان، وأن من المصلحة أن يُعَرِّفُهم بأنه لا ينجو من هذه الفتن إلاّ من عرفها قبل أن تقع ـ كما تقول الرّواية ـ .

والمقصود بالفتن: الأمور التي يخوض فيها الناس، ولا يعرف وجه الحق فيها، لما فيها من الشبهات والأهواء، مثل فتنة الدجّال.. فأخبر الناس بأن الدّجال سوف يأتي، وحذَّرهم من فتنته لكي لا يقعوا في المحذور الكبير، وأخبر الناس أيضاً بأن هناك من سيدعي ـ زوراً ـ المهدية لنفسه، وأنهم سيملأون الأرض قسطاً وعدلاً، فيقول الله تعالى للناس: إنّ هؤلاء كاذبون، وأنا الذي أدلّكم على المهدي، وجعلت لكم علامات تدلّكم عليه، فكلّ من ليس معه هذه العلامات لا يكون هو المهدي.

فالله يخبرنا عن هذه الأمور، أي عن الفتن الّتي يريد أن يحفظنا منها حتّى لا نقع فيها، فإن الذي ينجو منها ـ كما ورد في الرّوايات ـ هو من عرفها قبل وقوعها.

أو لأن هناك أموراً تتسبب بحالات من الضعف، والفشل، والإحباط للمؤمنين.. بحيث يحتاجون إلى أن تظهر أمور غيبيّة يلمسون من خلالها أنّ الله عزّ وجلّ هو الذي يحفظهم، ويرعاهم، وذلك حين يعيشون حالة من القهر والاضطهاد، الذي لا يجدون معه سبيلاً للخلاص، أو حين تبهرهم نهضة علمية مادية هائلة، فيصل أهل الكفر إلى القمر والمريخ، ولا يجد المؤمنون أنفسهم إلا في حالة مزرية من العدم والفقر والجهل بمثل هذه العلوم..

وكذلك حين يهيمن عليهم الطغيان والطوفان الإعلامي الذي يعمل على قهرهم نفسياً، وبث روح اليأس فيهم، ويغريهم بالشبهات والأباطيل، ولا يجدون وسيلة لدمغها، لأن علماءهم مقهورون ممنوعون عن بيان الحق..

إلى غير ذلك من أسباب القهر وموجبات الإحباط، فتأتي أحداث يرون أنها مذكورة في نصوصهم الدينية على لسان نبيّهم وأئمّتهم، ولا سبيل للعلم بها إلا بالإتصال بعلام الغيوب، فتنقذهم من اليأس والفشل، وتعود السكينة لتربط على قلوبهم..

أمّا أنّ موت إسحاق رابين مثلاً قد ذكر في الرّوايات أم لم يذكر، فهذا الكلام لا مورد له، وكذلك الحال بالنسبة لذكر بعض الحروب في الروايات، فإن الحروب على طول التاريخ ما زالت قائمة، وكل يوم هناك حرب، فهناك يسقط مليون شهيد، وفي مكان آخر يسقط مليونا قتيل، وهناك حروب كونية كبرى يسقط فيها عشرات الملايين، فهل كلّ هذا يجب أن يسجّله لنا الأئمة «عليهم السلام»؟!

إن أمر الحروب واضح لكل الناس، فلماذا يُذكر في الرواية، وليست الحرب من رايات الضلال، ليبادر الأئمة إلى تحصينك منها، وهم خائفون عليك من أن تفتتن بها، بل أنت محصّن منها أصلاً، وتعرف أمثال هذه الألاعيب، وكيف يتآمر هؤلاء على البشر؟!

فلا داعي لذكر هذه الأمور، فإن الأمور الواضحة والبديهية لا يتكلم عنها الأئمة، وإنّما يتكلمون عن الأمور الغامضة، أو عن أمور يريدون حفظنا بها عندما نكون في خطر الإحباط ونتعرض لخطر الإنهيار العقائدي.

فحينها يحصّنوننا بمثل هذه الإخبارات الغيبية، وموارد هذا قليلة جدّاً في التاريخ.

والحمد لله، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى، محمد وآله..

جعفر مرتضى العاملي

 

المصدر: مختصر مفيد، ج15.

 


  • المصدر : http://www.al-ameli.com/subject.php?id=570
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 05 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18