• الموقع : سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي .
        • القسم الرئيسي : الأسئلة والأجوبة .
              • القسم الفرعي : الأسئلة القرآنية .
                    • الموضوع : إفشاء السر في سورة التحريم .

إفشاء السر في سورة التحريم

 

السؤال(392):

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

سماحة العلامة الحجة السيد جعفر مرتضى العاملي دامت بركاته..

 

راجعت سورة التحريم التي تتحدث عن زوجتي النبي اللتين قد تظاهرتا عليه صلى الله عليه وآله..

وقرأت تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي قدس سره في خصوص هذه الآيات فلم أجد لها صلةً بمسألة إيصاء النبي صلى الله عليه وآله للإمام علي (عليه السلام) بعدم محاربة القوم الغاصبين للخلافة عليهم لعائن الله.

وإنما هي تتحدث عن سرٍ تعرضت له الروايات وبيَّنته، ولست أدري كيف استنتجتم ما ذكرتموه لي !!

أرجو أن تكشفوا لي كيف استظهرتم ارتباط هذه الآيات بما أوصاه النبي صلى الله عليه وآله، لأمير المؤمنين (عليه السلام)، مع مخالفة الروايات المفسرة لها لرأيكم بالإضافة أيضاً إلى مخالفة رأيكم لوحدة السياق القرآني.

ما هي أدلتكم على ذلك؟

 

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..

 

فإنني لم أذكر لكم في إجابتي السابقة: أن سورة التحريم قد ذكرت أن المرأتين قد أفشتا خصوص سر الوصية للإمام علي (عليه السلام) بعدم قتالهم، إلا إذا وجد الناصر..

بل قلت: إن هناك طرقاً عديدة تؤدي إلى إفشاء السر، مثل استراق السمع، أو الإطلاع على السر عن طريق الصدفة، أو عن طريق تعمد إطلاع صاحب السر لغيره عليه، فلا يحفظونه، بل يفشونه..

ثم ذكرت لكم مثالاً يؤيد إمكانية الإطلاع على بعض الأسرار في بيت الرسول ثم إفشائها، بما ذكرته سورة التحريم، من أن المرأتين قد أفشتا سراً خطيراً جداً لرسول الله صلى الله عليه وآله، كانتا قد اطلعتا عليه، وأنهما كانتا تتظاهران عليه صلى الله عليه وآله، في أمر عظيم، بلغ في خطورته حداً احتاج معه الرسول صلى الله عليه وآله، إلى رعاية الله تعالى، ومعونة ونصرة جبرئيل (عليه السلام)، وصالح المؤمنين، والملائكة أيضاً. وكأن القضية تشبه ما أشار إليه قوله صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين (عليه السلام):

برز الإيمان كله إلى الشرك كله..

 

وبعدما تقدم نقول:

أما بالنسبة للسر الذي أفشته المرأتان. وتعرضت له سورة التحريم، فإن بعض الروايات قد صرحت بأنه صلى الله عليه وآله قد أعلم بعض أزواجه بأن أباها سوف ينال الخلافة من بعده بالقهر والغلبة، فأفشتا السر إلى أبي بكر وعمر..[1].

ومما زاد الطين بلة: ما روي من أنه قد بذلت محاولة لدس السم لرسول الله صلى الله عليه وآله، للتعجيل في الوصول إلى هذا الأمر..[2].

وقد تحدثنا عن موضوع سم الخيبرية لرسول الله صلى الله عليه وآله، أو غيرها في إجابة سابقة، نشرت في كتاب «مختصر مفيد».

 

وأما بالنسبة لسر الوصاية لأمير المؤمنين (عليه السلام) بعدم قتالهم، إلا إذا وجد ناصراً، فإن جميع الدلائل تشير إلى أن الغاصبين كانوا يعلمون بها..

وقد ذكر البعض: أنهم حين هاجموا بيت أمير المؤمنين (عليه السلام) ليأخذوه، كان هناك من يصدر لهم الأمر بذلك، ويقول: «إن الرجل موصى»[3].

وقد صرحت بعض الروايات أيضاً: بأن النبي صلى الله عليه وآله، قد صرح للغاصبين بهذا الأمر مباشرة..[4].

والحديث في هذا الأمر يحتاج إلى توفر تام وجهد مستقل، وليس هو محط نظرنا في إجابتنا السابقة.

والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين..

 

 

[1] راجع: تفسير نور الثقلين ج5 ص367 و369 و370 وتفسير الصافي ج5 ص193 وتفسير القمي ج2 ص376.

[2] شرح الآيات الباهرة ج2 ص697 و698 وكنز الدقائق ج13 ص330 وتفسير الصافي ج5 ص194 والبحار ج22 ص230 وتفسير الميزان ج19 ص338 عن الطبراني وابن مردويه، وعن ابن أبي حاتم.

[3] السقيفة أم الفتن للدكتور الخليلي ص110.

[4] راجع: البحار ج29 ص425 وج28 ص574.


  • المصدر : http://www.al-ameli.com/subject.php?id=600
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 07 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19