• الموقع : سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي .
        • القسم الرئيسي : الأسئلة والأجوبة .
              • القسم الفرعي : الأسئلة التاريخية .
                    • الموضوع : محاولات اغتيال النبي (صلى الله عليه وآله) .

محاولات اغتيال النبي (صلى الله عليه وآله)

السؤال(404):

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم..

كثرت الأخبار حول السيدة عائشة زوجة الرسول، فإن البعض يقول:

1 ـ إنها حاولت سم الرسول..

2 ـ وقتل الإمام علي فهل هذا صحيح؟

3 ـ وهل كان الرسول يعلم بذلك؟

4 ـ ولماذا كان الرسول يقيم عندها أكثر من باقي زوجاته إذا كان يعلم عنها ذلك؟

 

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

وله الحمد، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..

1 ـ أما بالنسبة لما يقال من أن عائشة قد حاولت سم الرسول صلى الله عليه وآله، وقتل الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقد وردنا سؤال حول هذا الموضوع وأجبنا عنه، وقد نشر السؤال والجواب في كتاب مختصر مفيد ج5 ص148.

وقد ذكرنا في تلك الإجابة: أنه قد بذلت محاولات عديدة لقتل رسول الله صلى الله عليه وآله تارة بالهجوم عليه في ليلة هجرته، وكان الإمام علي (عليه السلام) قد نام في مكانه، وتسجى ببردته. وأخرى بتنفير ناقته ليلة العقبة، وثالثة بمحاولة بني النضير إلقاء رحى عليه، حينما كان جالساً بجنب الحصن. حيث أخبره الله بفعلهم، ورآهم الناس وهم يحاولون ذلك..

وهناك محاولات أخرى في هذا الاتجاه لا مجال لتتبعها..

ومن جهة أخرى، فقد بذلت عدة محاولات أخرى لدس السم إليه صلى الله عليه وآله من قبل يهود خيبر، ومن قبل غيرهم، وقد ذكرت روايات تفيد: أن عائشة وحفصة قد بذلتا أيضاً محاولات من هذا القبيل. والنظر في مجموع تلك الروايات يعطي: أنها لا تتحدث أيضاً عن واقعة واحدة، بل قد يثور لدى البعض احتمال أن تكون هناك مشاركات ـ فيما بين الأطراف ـ في بعض الأحيان، أو كانت هناك معرفة بالكيد اليهودي الذي يستهدف حياته صلى الله عليه وآله، وسكوت عنه، ورضى به، وربما تحريض عليه..

ونحن وإن كنا لا نستطيع تأكيد صحة رواية بعينها، غير أن مما لا شك فيه: أن الروايات تشترك، في التأكيد على أنه قد كان لسم الخيبرية أثر في استشهاده صلى الله عليه وآله..

2 ـ وأما بالنسبة للسؤال عن معرفة رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك. فإن الله سبحانه وتعالى أخبرنا: أنه لا يُظْهِرُ على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول.. ولا شك في أن نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله هو أعظم الأنبياء مكانة عند الله جل وعلا.. وليس ثمة ما يمنع من أن يكون الله تعالى قد أطلعه على هذا الغيب أيضاً، وقد تظاهرت المرأتان على رسول الله صلى الله عليه وآله، إلى درجة أنه تعالى قد ذكر ذلك في القرآن، وذكر: أنه هو ناصره، وظهيره، ومولاه، وكذلك جبرئيل، وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير..

ونقول:

إن معرفة النبي صلى الله عليه وآله، بهذا الأمر بواسطة غير مألوفة، ومن خلال مقام النبوة، لا يحتم عليه التحرز منه، خصوصاً إذا كان ذلك يدخل في دائرة التحكم في إرادات الآخرين، من موقع الغيب الذي يعجز الآخرون عن الوصول إليه، والتأثير عليه..

3 ـ أما أن النبي صلى الله عليه وآله كان يقيم عندها أكثر من باقي زوجاته.. فذلك مما لا طريق لإثباته إلا بالاستناد إلى ادعاءات عائشة نفسها، أو من روايات أقاربها ومحبيها، ولا يعترف التاريخ والحديث بما يدل على ذلك من طريق آخر موثوق ومأمون، وبعيد عن تهمة محاولة جر النار إلى قرصه..

والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله..

 


  • المصدر : http://www.al-ameli.com/subject.php?id=612
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 07 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20