• الموقع : سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي .
        • القسم الرئيسي : الأسئلة والأجوبة .
              • القسم الفرعي : متفرقات .
                    • الموضوع : نصيحة لكندا .

نصيحة لكندا

السؤال(414):

بسم الله الرحمن الرحيم

وله الحمد، والصلاة والسلام على أشرف الخلق، محمد وآله الطيبين الطاهرين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

لا بد من الاستفادة من فيض وجودكم المبارك لنسأل شخصكم الكريم عن النصيحة القيمة والمباركة التي تتفضلون بها علينا نحن الجيل المعاصر لسماحتكم رجالاً ونساء.

فبعد التمسك بالولاية المنجية والقيام بالواجبات المفروضة، وخصوصاً أن هذه الواجبات الشريفة لا تأخذ من وقتنا الكثير، فالحج مرة في العمر، والصوم شهر في السنة، والصلاة ساعة في اليوم، والجهاد عند اللزوم، والنتيجة أن ما يتبقى لنا من الوقت يعد كثيراً وأكثر بحيث لا نعرف كيف نمضيه دون أن نخسر ما نحاول الحفاظ عليه أو دون أن نبتعد عن الجادة على الأقل، وأنتم أيدكم الله تعالى ترون الإغراءات التي تحيط بنا، والمفاسد التي تنتشر من حولنا، ونكاية العدو وكيده في إضلالنا، وما يطلق من هنا وهناك، من مفاسد الأفكار وشذوذ الأقوال، فالنصيحة النصيحة لتسددوا خطانا، سدد الله خطاكم وحفظكم ورعاكم وبلَّغكم آمالكم، إنه أكرم مأمول..

السؤال(415):

وهناك مسألة أخرى لو تفضلتم علينا بها:

من هم الأرحام الذين أمرنا الله بصلتهم من الأنساب؟

السؤال(416):

وهل على المرأة المتزوجة صلة رحم بمعنى الوجوب؟ وما هو أدنى حد لذلك..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..

فإنني أسأل الله عز وجل أن يحفظكم ويرعاكم، ويسدد في سبيل الله خطاكم، وأن يسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة، إنه ولي قدير..

أما فيما يرتبط بما طلبتموه مني، فإنني أعتذر ـ وأتمنى أن تقبلوا عذري ـ عن إجابة طلبكم، إذ كيف يمكن لإنسان مثلي، غارق في بحر التقصير أن يعين الآخرين على بلوغ درجات الكمال.. فكيف إذا انضم إلى ذلك كوني ظاهر القصور، بالغ العجز عن إدراك ونيل معارف لم يستعد قلبي لتلقيها، ولم تتهيأ روحي للانجذاب إليها، ولم أروِّض نفسي للتفاعل معها، فضلاً عن الانصهار بها، أو الذوبان فيها..

غير أنني سوف أحاول تسجيل بعض الخطرات، والكلمات، على سبيل التقليد والمحاكاة لمن أهَّلتهم أعمالهم الصالحة لأن يعظوا، بعد أن كانوا قد اتعظوا، ممن قد صفا باطنهم، وزكت أعمالهم، وظهرت سيماء الصلاح والتقوى على وجوههم، بل على كل وجودهم، لتدل على طهر أرواحهم، وخشوع قلوبهم، التي أشرقت بنور المعارف الإلهية، وأصبحت قادرة على أن تجد السبيل إلى قلوب المؤمنين، على قاعدة «من القلب إلى القلب سبيل» فتهبها مما رزقها الله من عوائد الخير، ومن ثمار الصلاح والهدى.. فأقول، وأتوكل على خير مسؤول..

الاستجابة للطلب الأول:

ألف ـ إن أهم ما يواجهه الإنسان في حياته العملية هو إخلاص العمل لله سبحانه وتعالى، فإن الإخلاص في العمل أشد من العمل، كما روي عنهم صلوات الله وسلامه عليهم..

ب ـ إنه لا بد لنا من أن نروِّض نفوسنا على أن نجعل كل حركاتنا، وسكناتنا، وأعمالنا، حتى العادية منها قربات إلى الله سبحانه وتعالى..

ج ـ إن الإتيان بالواجبات، واجتناب المحرمات لهو أمر عظيم، وهام جداً إذ إن هذا هو ما يريده الله سبحانه وتعالى.. ولكن الاهتمام بالمستحبات هو الآخر هام جداً وعظيم، لأن بهذه المستحبات ينال الإنسان أعلى المقامات، وأسمى الدرجات، بعد أن يكون التزامه بالواجبات، واجتنابه المحرمات قد أثَّر أثره في حفظ الإنسان من الوقوع في المزالق والمهالك. لكن درجات القرب من الله سبحانه هي المطلوبة، كما أن الإتيان بالمستحبات يعوض النقص الذي قد تتعرض له الواجبات، حينما لا يؤتى بها على وجهها الذي يحبه الله سبحانه..

د ـ إن من الواضح: أن الواجبات لا تنحصر بالعبادات الشخصية، بل هناك واجبات شرعية أيضاً ترتبط بالآخرين، مثل صلة الأرحام، وهداية الأنام.. وتعلّم وتعليم الأحكام، ونشر الهدى في كل مكان، ومحاصرة الباطل، وهدم أركانه، وتقويض بنيانه..

وهناك أيضاً: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، بالإضافة إلى المسؤوليات والواجبات الإنسانية، والرعاية الاجتماعية، والاهتمام بشؤون المسلمين، والسعي في قضاء حاجاتهم، وحل مشكلاتهم.. فإن من لا يهتم بشؤون المسلمين، ليس بمسلم، وما إلى ذلك..

والحاصل: أن الدفاع عن الدين، ونشر أعلام الحق، وتحصين الشباب من الانحراف ومن الانجراف، هو من أهم الواجبات على أهل الإيمان، الذين فرض الله عليهم: أن يكونوا دعاة له، مجاهدين في سبيله في كل المواقع والمواضع..

فلا يوجد فراغ في حياة الإنسان المسلم المؤمن، بل حياته كلها حركة ونشاط، وعمل، ومبادرة، والواجبات المتروكة قد تحتاج إلى استعدادات أعظم وجهد أكبر، وتعب وسهر، خصوصاً في مجال نيل المعارف الصحيحة، والمتناسبة مع حاجات العصر، ومواجهة الهجمات بالمغريات والشبهات، والتي تتوالى من كل جانب ومكان وفي كل وقت وزمان ، ولابد من تهيئة وسائل التصدي، وأن نكون في مستوى التحدي: حضارياً، وفكرياً، وروحياً، وعلمياً..

وقد أمرنا الله تعالى أن نعد كل ما نستطيع من قوة مادية، ومعنوية، وفكرية، وإعلامية، و.. و.. الخ.. لمواجهة الانحراف عن خط الله، وهداية الناس إلى سبيله.. فنحن في حالة استنفار دائم ومستمر ما دام هناك باطل على وجه الأرض، وما دام هناك مبطلون، حيث إن التكليف بمواجهته وإزالته قائم ودائم.. فلا محيص لنا عن إعداد العدة، وتهيئة مختلف وسائل القوة..

الجواب على السؤال الثاني:

وأما فيما يرتبط بتحديد ذوي الأرحام الذين أمر الله بصلتهم..

فنقول في جوابه: إن المراد بهم خصوص النسبي الذي يحرم نكاحه لو كان أنثى بالنسبة للذكر، أو ذكراً بالنسبة للأنثى..

وهناك من يقول: الرحم كل قريب بنظر العرف، فيشمل أبناء العم، والخال ونحو ذلك.

الجواب على السؤال الثالث:

وأما بالنسبة لوجوب صلة الرحم على المرأة المتزوجة فالجواب هو: أنه لا فرق بين المرأة المتزوجة وبين غيرها إلا أن على المرأة المتزوجة أن تأتمر بأمر زوجها لو منعها من ذلك.. ثم تسعى لإزالة الموجبات التي جعلت زوجها يتخذ قراره ذاك..

وفقنا الله وإياكم لمراضيه وجنبنا وإياكم معاصيه..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 


  • المصدر : http://www.al-ameli.com/subject.php?id=622
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 07 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19