• الموقع : سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي .
        • القسم الرئيسي : الأسئلة والأجوبة .
              • القسم الفرعي : متفرقات .
                    • الموضوع : تعذيب المعتقلين .

تعذيب المعتقلين

السؤال(431):

بسم الله الرحمن الرحيم

السيد المحقق جعفر العاملي.. الموقر..

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

في نقاش دار بيني وبين أحد المؤمنين تطرقنا إلى ما يجري في الجمهورية الإسلامية من تحركات المنافقين وإثارة المشاكل فيها فقال ما مفاده: إن هؤلاء ـ أي المنافقين ـ حين يُعتقلون من قبل رجال الأمن «يعذبون» بطرق شتى مثل الضرب المبرح بل حتى بأساليب وحشية لانتزاع الاعترافات منهم..

فبادرت بسؤاله: هل يجوز تعذيب المشتبه بهم بهذه الأساليب الوحشية في فكرنا الإسلامي العظيم..

فقال: إن هذه الأجهزة ـ أي الأمنية ـ تأخذ الإذن من مجتهد، وأن السيد الخامنه ئي على علم بما يجري، وبادر إلى القول أن مصلحة الجمهورية الإسلامية تقتضي ذلك..

 سيدي الكريم..

هل هذا جائز شرعاً بأي عنوان كان؟

وفي فرض الجواز، ما هو الدليل المستقى من الكتاب والسنة المطهرة؟

أرجو أن يكون جوابكم وافياً شافياً كما عهدت ذلك من سماحتكم.. وجعلكم الله تعالى ذخراً للمسلمين..

والسلام..

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..

فإن حرص أعداء الجمهورية الإسلامية على تشويه سمعتها، وإثارة الشبهات حولها، مما لا يحتاج إلى المزيد من الدلائل والشواهد، غير أننا نقول:

إن هذا المؤمن الذي ذكر لك أن المنافقين يعذبون بالضرب المبرح، وبأساليب وحشية، لانتزاع الاعترافات منهم، لم يعرف ذلك بطريق الوحي الإلهي قطعاً، ولا بتحديث الملائكة له، لأن ذلك خاص بالأنبياء، وبالأئمة، ولا تقبل دعواه من غيرهم، إلا بإخبار منهم صلوات الله وسلامه عليهم..

ولذلك فلا بأس بسؤال من يدعي ذلك عن كيفية وصول هذه المعلومات إليه، فإن كان قد سمعها من غيره.. فلا بد من التأكد من أمانتهم، وصدقهم، وصحة ما أخبروه به.

وإن كان قد شاهده بنفسه، فلا بد من التأكد من مدى وثاقته في نفسه من جهة، ومن أن الذين رآهم يعذبون.. هل كانوا يعذبونهم لمجرد التهمة، أو لأنهم يستحقون تلك العقوبة، لأنهم وجدوهم متلبسين بالجريمة وهم ينكرونها، ويسعون للتستر على باقي المجرمين ليفسحوا لهم المجال للفرار، ولمواصلة إجرامهم الذي يحرصون على أن يحتفظوا بقصب السبق، وبتحطيم الأرقام القياسية فيه، حيث يبتكرون من فنونه، ومن أساليبه، ما عجزت عنه أشد الأجهزة إيغالاً في الجريمة، مما لم يسمع به أحد، ولعل بعضه ما خطر على قلب بشر..

وبعد.. فإنه إن صح قوله: إن ذلك يجري بمعرفة المجتهد التقي الورع العادل، العارف بالأحكام، والواقف على حدود الحلال والحرام، والملتزم بحدود الشرع والدين، والمهتم بالحفاظ على سلامة المسلمين، وتخليصهم من شرور المجرمين، فلماذا الاعتراض؟ ولماذا التشنيع إذن؟! فإنه إنما ينفذ حكم الله فيهم، ولا يمارس الجريمة ولا الظلم في حقهم..

وأما إن كانوا لا يستحقون ذلك، فإن مصلحة الجمهورية لا تحلل ما حرم الله تعالى..

والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين..

 


  • المصدر : http://www.al-ameli.com/subject.php?id=631
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 07 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20