• الموقع : سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي .
        • القسم الرئيسي : الأسئلة والأجوبة .
              • القسم الفرعي : الأسئلة التاريخية .
                    • الموضوع : أين دفن النبي (صلى الله عليه وآله)؟ .

أين دفن النبي (صلى الله عليه وآله)؟

السؤال(527):

بسم الله الرحمن الرحيم

قد أثبتم في كتابكم «دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام» أن الرسول صلى الله عليه وآله قد دفن في بيت الزهراء عليها السلام، لكن السؤال الذي يتبادر للذهن.. كيف دفن أبو بكر وعمر في بيت الزهراء عليها السلام؟

ولماذا لم يدفن الإمام الحسن عليه السلام في بيت الزهراء صلوات الله عليها، عندما اعترضت عليه الحميراء، وقالت: لا تدفنوا في داري من لا أحب؟

 

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..

إنه بعد دفن الرسول صلى الله عليه وآله، وربما قبل ارتحال سيدة النساء صلوات الله عليها، صار الناس الذين يتواردون إلى المسجد يأتون للسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله في موضع دفنه، فلم يعد يمكن السكنى للإمام علي عليه السلام في ذلك المكان.. الذي أصبح من المفترض: أن يبقى مفتوحاً أمام الزائرين.. فتحول عنه، والظاهر أن عائشة التي كان بيتها بالقرب من ذلك المكان، قد بادرت لفرض هيمنتها على المكان، بل وتحولت إليه، وسكنت فيه أيضاً.. وضربت حائطاً بينها وبين القبر..[1]

وصارت تأمر الناس وتنهاهم، وكرست لها السلطة هذه الهيمنة، ثم صارت تتصرف بالبيت نفسه.. حتى إنها لما رأت الناس يأخذون من تراب القبر للتبرك به، حاولت أن تمنعهم، فلم تفلح، فضربت حائطاً على القبر، وأبقت فيه كوة، فصاروا يتناولون من تراب القبر الشريف من تلك الكوة أيضاً، فسدتها..

وقيل: بل إن عمر بن الخطاب هو الذي ضرب الحائط على القبر..

وقيل: إنهم إنما سدوا وستروا على القبر، بعد محاولة الإمام الحسين عليه السلام دفن أخيه الإمام الحسن عليه السلام عند جده صلى الله عليه وآله[2]

ولما مات أبو بكر دفنوه إلى جنب الرسول صلى الله عليه وآله، بدون مسوغ، إمعاناً منهم في سياساتهم القاضية بتخصيص أنفسهم بالامتيازات، ولو بطريق غير مشروع، والاستفادة حتى من الموت للإيحاء بها وتأكيدها..

ولما مات عمر بن الخطاب طلب من عائشة ـ وما شأن عائشة في هذا الأمر ـ أن يدفن أيضاً إلى جانب أبي بكر.

فدفن هناك ولكنها منعت الإمام الحسن عليه السلام من أن يدفن في بيته، الذي ولد ونشأ فيه، وعند جده. وركبت بغلة، وجمعت حولها جماعة من بني أمية، وصارت تقول: نحوا ولدكم عن بيتي، ولا تدخلوا بيتي من لا أحب.. ورميت بسببها جنازة الإمام الحسن عليه السلام بالنبال.. وجرى ما جرى مما هو معلوم..

ولم يكن الإصرار على دفن الإمام عليه السلام عند رسول الله صلى الله عليه وآله بالذي يمكن للناس أن يفهموه على حقيقته، بل سوف يقوم الناس الغافلون بإلقاء اللوم على الإمام الحسين عليه السلام، في هذه الحالة، ويقولون: لماذا هذا الإصرار على أمر ليس بذي أهمية، ولا فائدة منه، سوى نيل البركة، والشرف، بالقرب من رسول الله صلى الله عليه وآله، ولا فائدة للأمة ـ بنظرهم ـ من القتال وإراقة الدماء من أجله، وسيفسرون الموضوع على أنه أمر شخصي وبسيط..

غير أن مما لا شك فيه أن ما جرى قد أظهر مظلومية أهل البيت عليهم السلام، وعدوانية مناوئيهم، وجرأتهم على الله، وعرَّف الناس كيف أنهم لا يلتزمون بأحكام الدين، ولا بالقيم الإنسانية، وأنهم ينطلقون من أحقاد دفينة، ومن سياسات ظالمة، ومن أهواء، لا من مثل ومبادئ..

والحمد لله والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين..

 

 

[1]وفاء الوفاء ج2 ص564 و565.

[2]وفاء الوفاء ج2 ص248 و544.


  • المصدر : http://www.al-ameli.com/subject.php?id=722
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 07 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18