• الموقع : سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي .
        • القسم الرئيسي : الأسئلة والأجوبة .
              • القسم الفرعي : الأسئلة التاريخية .
                    • الموضوع : توبة جعفر ابن الإمام الهادي (عليه السلام) .

توبة جعفر ابن الإمام الهادي (عليه السلام)

السؤال(533):

بسم الله الرحمن الرحيم

السيد الجليل والعلامة القدير المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سيدي الجليل والعلامة القدير عندي سؤال أرجو التكرم علينا بالإجابة عليه حفظكم الله:

هل صحيح أن جعفر الكذاب ابن الإمام الهادي عليه السلام قد تاب عن عمله الذي ادَّعى به الإمامة كذباً وهل توجد روايات بهذا المضمون؟

 

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..

بالنسبة لجعفر ابن الإمام الهادي عليه السلام، أقول:

روى الطوسي رحمه الله، توقيعاً صادراً عن الإمام الحجة صلوات الله عليه، جاءت فيه عبارات قوية وصارمة حول هذا الرجل، مثل قوله: «وقد ادَّعى هذا المبطل، المفتري على الله، الكذب بما ادعاه الخ..»[1]فراجع، فإن فيها كلمات قوية وصريحة في التجريح بجعفر هذا...

وهناك توقيع آخر أشد منه، لكنه لم يصرح باسم جعفر، لكن يظهر من لحن الكلام أنه هو المقصود فراجعه..[2]

وهناك توقيع ثـالث وصف من يـدَّعي الإمامة سواه عليه السلام ـ والحديث إنما هو عن ادِّعاء جعفر لها ـ بقوله:

«ولا يدَّعيه غيرنا إلا ضال غوي الخ..»[3]

وروي أن الإمام الهادي عليه السلام لم يظهر سروراً وقت ولادته، وقال: إنه سيضل خلقاً كثيراً..[4]

وأما توبته فليس ثمة دليل صالح لإثباتها..

نعم، قد استدل على ذلك السيد محمد صادق الصدر، بالتوقيع الصادر عن الإمام عليه السلام، بواسطة السفير الثاني محمد بن عثمان العمري، يجيب فيه على أسئلة إسحاق بن يعقوب، وقد جاء فيه:

«وأما سبيل عمي جعفر وولده، فسبيل إخوة يوسف عليه السلام»..[5]قال: «يشير بذلك إلى عفو الله تعالى عن إخوة يوسف عليه السلام، بعد أن كانوا قد ناصبوه العداء، وغرروا به»..

إلى أن قال: «وهذا البيان من الإمام المهدي يدل على العفو عن جعفر، لنفس السبب الذي عفي به عن إخوة يوسف، وهو اعتذارهم، ورجوعهم إلى الحق، وتوبتهم عما فعلوه»[6]

غير أننا نقول: إن هذا الكلام لا يمكن قبوله في صورته الظاهرة، إذ لعله عليه السلام قد شبه عمه وأولاده، بإخوة يوسف من حيثية أخرى، هي: أن الذي دعاهم إلى الكيد له، هو حسدهم، وحبهم للدنيا، وإيثارهم لها..

ولسنا بحاجة إلى بيان المفردات التي تدلل على هذا الأمر في تاريخ جعفر هذا..

والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين..

 

 

[1]الغيبة للطوسي ص175 والبحار ج50 ص230 والإحتجاج ج2 ص279.

[2]الغيبة للطوسي ص173 والبحار ج13 ص247.

[3]كمال الدين ج2 ص190.

[4]كشف الغمة ج2 ص385 وراجع: قاموس الرجال ج2 ص645 عن الكافي.

[5]راجع: تاريخ الغيبة الصغرى ص337 عن تاريخ سامراء ج2 ص249 عن الإحتجاج، والإحتجاج ج2 ص283 ط سنة 1386، وراجع: الغيبة للطوسي ص176 والبحار ج50 ص223.

[6]تاريخ الغيبة الصغرى ص237.


  • المصدر : http://www.al-ameli.com/subject.php?id=728
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 07 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29