• الموقع : سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي .
        • القسم الرئيسي : الأسئلة والأجوبة .
              • القسم الفرعي : متفرقات .
                    • الموضوع : ابن عربي .

ابن عربي

السؤال(537):

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سماحة العلامة الحجة السيد جعفر مرتضى العاملي حفظه المولى.

سيدنا، في كتابكم عن ابن عربي تشيرون إلى أنه إنسان سني، والمسألة حول مذهبه مختلف فيها بين المحدثين والفقهاء والعرفاء، ولكن ما نراه هو إصرار العرفاء على نفي تلك المقولات عنه والقول بأنها منسوبة إليه ومنحولة على مؤلفاته من قبل المتصوفة، فالسيد الخميني قدس سره والمطهري رحمه الله وغيرهما إنما كانوا يُعدون نفس مقولاته العرفانية صحيحة ـ ليست الفقهية وغيرهاـ مثال ذلك إيمانه بالإنسان الكامل والحقيقة المحمدية كصادر أول. ودروس الشيخ جوادي آملي مثلاً على متن فصوص الحكم، تكشف عن ذلك، وهي تمس جملة أساسية من الحقائق المتعالية.

سؤالي سيدنا إذا كانت مؤلفات الرجل متفق على وقوع التحريف فيها بين كل أطراف النزاع فكيف يمكن معرفة مذهبه ونسبته إلى مذهب بعينه، فلا مبرر لنسبته للسنة أو للشيعة! خصوصـاً وأنه شخصية قلقة جداً فرسائله التي حققت مؤخراً عن نسخة مخطوطة في المتحف العراقي، مكتوبة بلغة خاصة جداً، وأحياناً مجهولة المعنى مع ظهورها بالولاء أحياناً، فآراء الشيعة متناثرة في رسائله كما يقول محققا المخطوطة، في دراستهما عن مذهبه..

وختاماً تقبل الله أعمالكم وأدامكم للمذهب أسداً محامياً راداً على ضلالة أهل الضلال، وزيغ أهل البدع وقبلاتنا لأناملكم الطاهرة..

 

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..

بالنسبة للسؤال عن ابن عربي:

فإنني أحسب: أن ما أوردته في كتاب: «ابن عربي: سني متعصب» كاف وواف في إثبات أنه على غير المذهب الحق. وأنه منابذ للشيعة، وللتشيع، بل ولأهل البيت عليهم السلام أيضاً..

مع العلم بأن ما أوردته في ذلك الكتاب ما هو إلا جزء يسير، قد لا يصل إلى عُشُرْ ما هو مبثوث في كتبه من شواهد على معاداته للشيعة والتشيع، والتزامه بمذهب أهل السنة في الأصول، والفروع، وفي المناهج، وفي مختلف المجالات..

ولعمري إذا كانت كتب ابن عربي محرفة إلى هذا الحد، فما هو نفعها؟ وما هي قيمتها؟!.. ولماذا نهتم بها، وبصاحبها؟!..

على أن ادِّعاء التحريف لكتاب «الفتوحات المكية» إنما صدر من الشعراني، مدَّعياً: أن تحريف كتب ابن عربي إنما هو بزيادة ما يزعمون: أنه يدل على تشيعه، وليس العكس..

أما ما يدَّعيه الذين يزعمون أنه شيعي، فهم يدعون عكس ذلك تماماً، وهي مجرد دعوى لا شاهد لها، ولا دليل عليها..

وقد شرحنا ذلك كله في كتابنا عن ذلك الرجل، وقلنا: إن مجرد إظهار الولاء لا يكفي للحكم بتشيع أحد، لأن أهل السنة ملزمون وملتزمون بإظهار ذلك، وإلا لخرجوا من الإسلام، فضلاً عن الإيمان..

ومجرد العثور على بعض ما يناسب آراء الشيعة في بعض كتبه، لا يكفي للحكم بتشيعه أيضاً.. لأن أمثال ذلك موجود حتى في كتب أعدى أعداء الشيعة، كابن تيمية وأضرابه، فضلاً عن سائر علمائهم..

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

 


  • المصدر : http://www.al-ameli.com/subject.php?id=732
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 07 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28