• الموقع : سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي .
        • القسم الرئيسي : الأسئلة والأجوبة .
              • القسم الفرعي : متفرقات .
                    • الموضوع : واجب الشباب في عصر المعلوماتية .

واجب الشباب في عصر المعلوماتية

السؤال(550):

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

مولانا العزيز سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي حفظكم الله وأبقاكم لخدمة الإسلام والمذهب الحق.

في عصرنا هذا «عصر المعلومات كما يطلق عليه» انتشرت المنتديات والمواقع الإلكترونية بكثرةٍ، ومع انتشارها زاد عدد مرتاديها، وتنوعت الموضوعـات المطروحة والشبهات أيضاً، وهنـا برزت عدة إشكالات تتطلب النظر فيها بجدية ومنها:

1 ـ سابقاً كان من لديه بعض الأفكار الخاطئة فإنه يروج لها بين مجتمعه المصغر، وحتى بالنسبة للفكر المنحرف فإنه يظل بين دفتي الكتب وإن خرج فسيكون في ندواتٍ من الممكن الوقوف والتصدي لها بسهولة.

ولكن الآن نرى أن المنتديات والمواقع تروج بشكل رهيب للأفكار الضالة أو المنحرفة أو المنحلة، وهناك الكثير من الشباب والمراهقين من يتأثرون بهذه الأفكار وقد يحملونها بدون معرفة خطرها، وهذا الشيء ليس بخافٍ على من ينظر بعين البصيرة لهذه الأمور، فعلى سبيل المثال هناك من يناقش في «المساواة بين الرجل والمرأة» ويأتي باستدلالات علمانية لمفكرين مضللين متأثرين بالفكر العلماني.

فما هو واجب الشاب المؤمن تجاه هذه الانحرافات التي تتوغل بشدة في محيطنا الاجتماعي؟؟

هل يتركها ويقول «القافلة تسير».. أم أنه يترتب عليه الوقوف بوجه هذه الانحرافات ويكون من المجاهدين إلكترونياً.

2 ـ كيف نستفيد من هذه الموارد الإعلامية في الدعوة لأهل البيت عليهم السلام بالشكل الذي يجذب الآخرين.

 

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..

فإنه كلما عظم الخطر، فإن المسؤوليات فيما يرتبط بدفعه، والتخلص منه، تعظم وتكبر.

كما أن من المهم جداً أن لا ندفع خطراً ويكون ثمن ذلك إيقاع أنفسنا وشبابنا في خطر أعظم وأشد منه..

من أجل ذلك أقول: إنه إذا كان الشباب بصدد مواجهة أخطار الانحراف الأخلاقي، وأخطار التضليل العقائدي والثقافي، فلا بد أن يكونوا على درجة كافية من الحصانة الأخلاقية، وفي مستوى لائق من الناحية الثقافية، خصوصاً في مجالات العقائد، والفهم العميق لحقائق الإسلام، واطلاع واسع على أحكامه..

وذلك لأن الضعف والوهن في هذا أو ذاك قد يكون من نتائجه، وقوع نفس هذا المدافع في براثن الخطر، ويبتلى بالانحراف، وحينئذٍ تكون المصيبة أشد، والكارثة أعظم، حيث يصبح هو وسيلة تضليل وإفساد، تفوق في درجة تأثيرها وفاعليتها جهود الآخرين، مهما تعاظمت وتضافرت وتضاعفت..

كما أن التعاطي مع القضايا يجب أن ينصب على الأساسية منها، وحسم الأمور فيها، والوصول من خلال ذلك إلى منطلقات ومشتركات، يمكن الاستفادة منها في البحث في التفاصيل..

كما أن من الضروري عدم المساس بما يقدسه الآخرون ويحترمونه إلا بما يفرضه الأسلوب العلمي الهادئ والحكيم، مع مراعاة تهذيب الكلمة، وطهرها في جميع مراحل الحوار، ومع الحرص على عدم التعرض لما يثير عواطف الآخرين أو يجرح مشاعرهم، إلا بالمقدار الذي يحتاج إليه البحث العلمي والموضوعي..

كما أن السباب والشتائم لا تبرر اعتماد ما يماثلها، فلابد من الترفع عن ذلك، فلا يواجه السباب بالسباب، ولا الشتيمة بالشتيمة.. فإن ذلك من شأنه أن يثير حالة من التعصب الأعمى التي تحجب العقول، فلا يتمكن من مخاطبتها، وتغلق القلوب أبوابها، فلا تستجيب لنداء التقوى، ولا تلين بعد هذا لذكر الله، حتى وإن بذلت محاولات للتذكير به.

بل ربما يكون الطرف الآخر هو الذي يسعى لفرض أجواء التشنج. على الحوار، لكي يحصن من يهتم بهم من الانتباه لما يمكن أن يفتح أعينهم على خفايا وقضايا لو اطلعوا عليها لدفعتهم إلى إعادة النظر في حساباتهم، وربما كانت لهم بمثابة باب هدى، وسبيل نجاة..

على أن التشاور في مثل هذه الأمور مفيد جداً فلا بأس بإعمال المشورة في اختيار الأشخاص الذين يتصدون للدخول في حوار مع الآخرين.. وإعمالها أيضاً في اختيار الفكرة، وفي طريقة عرضها على الطرف الآخر، فإنه «ما ندم من استشار».

كما أن الرجوع إلى العلماء العارفين، ليواكبوا مسيرة الحوار قد يكون من الضرورة بمكان، من أجل ضمان سلامة وصحة ما يراد عرضه على الطرف الآخر. والحديث في هذا المجال طويل، نكتفي منه بما ذكرناه.

أما السؤال عن كيفية الاستفادة من الإنترنت في الدعوة إلى المذهب الحق، فلعله قد علم مما ذكرناه آنفاً.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 


  • المصدر : http://www.al-ameli.com/subject.php?id=743
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 07 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28