• الموقع : سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي .
        • القسم الرئيسي : الأسئلة والأجوبة .
              • القسم الفرعي : الأسئلة العقائدية .
                    • الموضوع : نظرة عامة في الاعتقادات .

نظرة عامة في الاعتقادات

الاسم: إبراهيم

النص: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا طالب جامعي شيعي، بدأت منذ مدة بالمطالعة حول ما يتعلق بمذهبنا، وإن كان مذهب الحق أو لا.. دخلت لمركز الابحاث العقائدية، وقرأت عدة كتب حول الخلافة وغيرها، وبإذن الله أصبحت متيقناً من مسألة الخلافة وبطلان المذاهب الأخرى، وأحقية مذهب الشيعة.

ولكن فيما يتعلق بتفاصيل مذهبنا، وخصوصاً عظمة أهل البيت، وما يتعلق بها، وبعض المسائل الأخرى.. فإن جميع الكتب التي قرأتها في هذا المجال كانت تتناول المسائل العقائدية الشيعية بالإجمال.

والكتب التي تتحدث عن عظمة أهل البيت «عليهم السلام»، أغلبها كتب روائية، ككتاب: الكافي أو البحار، ولكن لا يمكن لأي شخص أن يطالع فيها، لأن فيها الصحيح وفيها الخاطئ..

فنطلب من سماحتكم: أن تنصحونا ببعض الكتب التي تتعلق بهذا المجال.. قد اطَّلعتم عليها، أو كتب أخرى تنصحون عادة بقراءتها، وإن لم تكن في هذا المجال.. وشكراً..


الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..

فإن الأمور الاعتقادية على نحوين:

الأول: ما يكون مطلوباً على كل حال، ولا مجال للتسامح أو التفريط فيه، لأن الإخلال به، وحتى الشك فيه، يوجب الإخلال بالدين أو المذهب، بحيث يخرج الإنسان بذلك عن الإسلام، وذلك مثل: التوحيد، والإيمان بالنبي، وبالآخرة.. أو من الإيمان، كالعصمة، والإمامة..

الثاني: ما يوجب الإيمان به كمالاً ورفعة في الدرجات، ويقرَّب الإنسان من منازل الكرامة الإلهية، ويمنحه بلوغاً لأسمى المقامات والغايات..

والغفلة والجهل بهذه الاعتقادات لا يوجب الخروج من الدين، ولا من الإيمان أو المذهب.. ولكنه يوجب الحرمان من آثاره وثماره، وفوات المثوبات المترتبة عليه..

ولكن هذا النوع من الاعتقادات يكون أيضاً على نحوين:

أحدهما: أن يكون في وضوحه، ودرجة ثبوته في الدين أو الإيمان قد بلغ حداً جعله يصبح معه من ضرورات الدين أو المذهب التي تُعلم بالبداهة، وتصير كالنار على المنار، وكالشمس في رائعة النهار، وذلك كالإيمان بشفاعة الأنبياء، وقبول الله توبات عباده، ونحو ذلك مما يكون ردُّه، ورفضه وتكذيبه بمثابة التكذيب للقرآن الكريم، والنبي العظيم «صلى الله عليه وآله».. فإنكار هذا النوع من الاعتقادات يخرج من الدين بهذا الاعتبار..

وإن كان ثبوت هذه الاعتقادات وبلوغها درجة البداهة قد حصل بالنسبة لأتباع أهل مذهب بعينه، فإن إنكارها يوجب الخروج من ذلك المذهب، كما هو الحال بالنسبة لعقيدة البداء والرجعة، والعصمة، والإمامة، ووجود الإمام الحجة، ونحو ذلك.. لأن إنكار ذلك عند الشيعة ربما أوجب تكذيب الأئمة «عليهم السلام»، المساوق لإنكار إمامتهم، أو إبطال دورهم، وإن لم يلزم منه تكذيب الرسول والقرآن في بعض الأحيان.

الثاني: أن يكون مما اختلف الناس في ثبوته وعدمه، لا لأجل أن ثبوته يوجب اختلالاً، أو إشكالاً في الدين أو المذهب، بل لمجرد عدم التأكد من صحة النقل الذي حمله إليه، أو الدليل الذي أرشد إليه، أو للمناقشة في مدى دلالته عليه..

فالإيمان بهذا النوع من الأمور لرجاء صحتها وثبوتها لا يضر، إن لم نقل: إنه ينفع في نيل الكمالات، وبلوغ المقامات..

وذلك كما لو ثبت للبعض: أن الأئمة «عليهم السلام» أيضاً، أو بعضهم قد عرج بهم إلى السماء، أو أنهم أحيوا الموتى، أو ما إلى ذلك..

وعلى هذا الأساس أقول: إن الإنسان إذا راعى هذه القاعدة وإلتزم بها، فإنه لا ضير عليه، بل يحصل على الأمن والأمان..

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله..


  • المصدر : http://www.al-ameli.com/subject.php?id=766
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 09 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19