||   الموقع بإشرف السيد محمد مرتضى العاملي / پايگاه اينترنتى تحت اشرف سيد محمد مرتضى عاملي مي‌باشد   ||   الموقع باللغة الفارسية   ||   شرح وتفسير بعض الأحاديث..   ||   لقد تم افتتاح الموقع أمام الزوار الكرام بتاريخ: 28/جمادی الأولی/ 1435 هـ.ق 1393/01/10 هـ.ش 2014/03/30 م   ||   السلام عليكم ورحمة الله.. أهلاً وسهلا بكم في موقع سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي.. نود إعلامكم أن الموقع قيد التحديث المستمر فترقبوا المزيد يومياً..   ||  



الصفحة الرئيسية

السيرة الذاتية

أخبار النشاطات والمتابعات

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

المؤلفات

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

الأسئلة والأجوبة

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

التوجيهات والإرشادات

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

الحوارات

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

النتاجات العلمية والفكرية

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

الدروس

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

الصور والتسجيلات

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

مركز نشر وترجمة المؤلفات

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

مختارات

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

مركز الطباعة والنشر

شريط الصور


  • ابن عربي سني متعصب غلاف
  • رد الشمس لعلي
  • سياسة الحرب غلاف
  • زواج المتعة
  • الولاية التشريعية
  • كربلا فوق الشبهات جديد
  • علي ويوشع
  • طريق الحق
  • توضيح الواضحات
  • دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام ط ايران
  • تخطيط المدن في الإسلام
  • تفسير سورة الماعون
  • تفسير سورة الكوثر (التاريخ العربي)
  • تفسير سورة هل أتى
  • تفسير سورة الناس(التاريخ العربي)
  • تفسير سورة الكوثر
  • تفسير سورة الفاتحة (التاريخ العربي)
  • السوق في ضل الدولة الإسلامية
  • سنابل المجد
  • سلمان الفارسي في مواجهة التحدي
  • الصحيح من سيرة الإمام علي ج 3
  • الصحيح من سيرة الإمام علي
  • صفوة الصحيح فارسي
  • رد الشمس لعلي
  • كربلاء فوق الشبهات
  • اكذوبتان حول الشريف الرضي
  • منطلقات البحث العلمي
  • مختصر مفيد
  • المقابلة بالمثل
  • ميزان الحق ط 1
  • ميزان الحق (موضوعي)
  • موقف الإمام علي (عليه السلام) في الحديبية
  • المراسم والمواسم _ إيراني
  • المواسم والمراسم
  • مقالات ودراسات
  • مأساة الزهراء غلاف
  • مأساة الزهراء مجلد
  • لماذا كتاب مأساة الزهراء (عليها السلام)؟!
  • لست بفوق أن أخطئ
  •  خسائر الحرب وتعويضاتها
  • علي عليه السلام والخوارج
  • ظاهرة القارونية
  • كربلاء فوق الشبهات
  • حقوق الحيوان
  • الحاخام المهزوم
  • الحياة السياسية للإمام الجواد
  • الحياة السياسية للإمام الحسن ع سيرة
  • الحياة السياسية للإمام الحسن ع
  • الحياة السياسية للإمام الحسن ع ايران
  • الحياة السياسية للإمام الرضا ع
  • إدارة الحرمين الشريفين
  • ابن عباس ـ ايران
  • ابن عربي سني متعصب
  • ابن عباس وأموال البصرة
  • دراسة في علامات الظهور مجلد
  • بلغة الآمل
  • براءة آدم (ع)
  • بنات النبي أم ربائبه غلاف
  • بنات النبي أم ربائبه
  • عرفت معنى الشفاعة
  • الصحيح1
  • الصحيح 2
  • الصحيح8
  • الجزيرة الخضراء
  • الجزيرة الخضراء
  • الصحيح
  • الغدير والمعارضون لبنان
  • الغدير والمعارضون
  • الأداب الطيبة المركز
  • الآداب الطبية في الإسلام
  • البنات ربائب
  • علامات الظهور
  • علامات الظهور قديم
  • أحيو امرنا
  • أهل البيت في آية التطهير
  • افلا تذكرون
  • ابوذر
  •  بنات النبي (صلى الله عليه وآله) أم ربائبه؟!
  • الإمام علي والنبي يوشع
  • براءة آدم (ع)
  • الغدير والمعارضون
  • الإمام علي والخوارج
  • منطلقات البحت العلمي
  • مأساة الزهراء عليها السلام

خدمات

  • الصفحة الرئيسية
  • أرشيف المواضيع
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا





  • القسم الرئيسي : الحوارات .

        • القسم الفرعي : حوار مع العلوي .

              • الموضوع : حوار مع العلوي 5 .

حوار مع العلوي 5

 

الرد على العلوي
السيد جعفر مرتضى العاملي

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطاهرين، وعلى الصفوة والخيرة من صحبه..

حضرة القاضي عبيد الله العلوي..

سلام وتحية، وبعد:

لقد اطلعت على مقالكم المرسل إلى (مجلة الهادي) رداً على مقالنا الذي نشرناه في المجلة نفسها حول: (الصحابة في القرآن والسنة).. فأحببت أن أكتب لكم، بعض الملاحظات على ما جاء في مقالكم المذكور، مكتفياً بالإشارة الموجزة، لأنكم قلتم: العاقل تكفيه الإشارة !! وأترك بعد ذلك الخيار لكم، فإن أحببتم المناقشة الهادئة والموضوعية بهدف الوصول إلى الحق فإنا على استعداد لذلك، شرط القبول بالحق بلا تعصب ولا تحيز.. وبلا سباب وشتم، فإن ذلك لا يليق بالبحث العلمي، ولا هو من شأن العلماء الأتقياء وأيضاً دون أن يكون هناك تهم لا تستند إلى دليل ولا برهان.

فإذا أردت استمرار الحوار العلمي معي، فلابد من نبذ رداء التعصب، والتعهد بالقبول بالحق مهما كان وأياً كان وهذا هو ما نأمله منك ومن أمثالك من أهل المعرفة حين تنكشف لهم الأمور ويظهر لهم الحق، فإنهم يسارعون إليه، ولا يعولون إلا عليه..

وعلى كل حال.. فإن في مقالك مواضع كثيرة بل في جميع ما ورد فيه موارد للنظر، فها نحن نشير إلى بعض ذلك فنقول ـ بعد غض النظر عما فيه من أخطاء لغوية ونحوية وهي كثيرة، وكذا ما فيه من ركاكة في التعبير وضعف في البيان وعما فيه من سباب وشتم وتعريض بذلك – لابد من الإشارة إلى الملاحظات التالية:

1ـ ذكرت أن في مقالنا مغالطة، حيث اعتبر فيه الصحابة بالمعنى اللغوي دون الشرعي.. ولو صح هذا لدخل أبو جهل فيهم..

ولكن هذا يا حضرة القاضي لم يرد أصلاً في مقالنا، وقد سردنا في مقالنا جملة من افعال الصحابة بالمعنى الشرعي كالوليد بن عقبة، وقدامة بن مظعون، ومروان ومعاوية وغيرهم. كما أن الروايات التي أوردناها كلها تتعرض للصحابي بالمعنى الشرعي ويخاطب فيها أصحابه المسلمين الذين يقول: إنه لا يسلم منهم إلا مثل همل النعم..

وأما حمل هذه الروايات على الذين ارتدوا عن الإسلام بعده فهو حمل على فرد نادر ينافيه تصريح بعضها: إنه لا يبقى منهم إلا مثل همل النعم. وغير ذلك مما ظاهره الإشارة إلى كثير معتد بها فيهم ـ وكذلك حال آيات سورة التوبة والأحزاب وغيرها فإن المقصود فيها والمخاطب هو أيضاً الصحابي بالمعنى الشرعي فراجعها ـ يا حضرة القاضي وتأملها ـ وقد توعدهم في كثير منها بالعذاب الأليم، والخطر العظيم..

هذا ويجب أن نشير هنا إلى أن لدينا اضعاف ما كتبناه في مجلة الهادي مما يدل على عدم عدالة كل صحابي.

وأما ما ذكرت من أن ذلك يلزم منه دخول أبي لهب في أهل البيت، فسواء اعتبرت الصحابي هذا أو ذاك فإن أهل البيت لا يدخل فيهم أبو لهب ولا غيره، إذ قد عينهم الرسول نفسه وحصرهم في علي وفاطمة والحسن والحسين.. حتى العباس عم النبي خرج عنهم..

2ـ وذكرت أن الصحابي لا يقال في لغة الشرع إلا لمؤمن تام واستدللت على ذلك بآية: هم المؤمنون حقاً. وآية: ﴿السَّابِقُونَ الأوَّلُونَ﴾ الخ..

ويقول علي في نهج البلاغة: لا نستزيدهم في الإيمان.. الخ..

وبقوله: لقد رأيت أصحاب محمد فما رأيت أحداً.. الخ..

ولكن هذا غير صحيح، إذ المعتبر في إطلاق لفظ الصحابي هو مجرد الإسلام، أعني من لقيه (ص) مؤمناً به وبرسالته ومات على ذلك.

حتى إنهم يقولون: لو ارتد ذهبت صحابته فإن عاد عادت كطليحة بن خويلد، والمغيرة بن شعبة. راجع: نزهة المجالس للصفوري الشافعي ج2 ص146.

وأما الآيتان الكريمتان فالأولى منهما تقول: إن المؤمن حقاً هو من اجتمعت فيه أوصاف: الإيمان والهجرة، والجهاد أو كان ممن آوى ونصر، ولا تريد تعيين المراد من لفظ الصحابي هل هو خصوص المؤمن حقاً أو الأعم منه ولو سلمنا جدلاً أنها تعين ذلك فإنها تعين خصوص من فيهم تلك الأوصاف دون غيرهم من سائر الصحابة.. مع أن هذا خلاف مصطلحك يا حضرة القاضي..

ونفس هذا الكلام يأتي في آية: ﴿السَّابِقُونَ الأوَّلُونَ﴾.. فإنها ليست بصدد بيان المراد من الصحابي وعلى أي شيء يطلق..

ولو سلم فإنما تشمل خصوص من كان سابقاً من المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان أي بعمل صالح..

والدليل على أن المراد طائفة خاصة أنك تجد المفسرون يختلفون في المراد من الآية فمن قائل إن السابقين الأولين هم خصوص أهل بدر وآخر يقول: هم من صلى القبلتين.

وثالث يقول: هم من أسلم قبل الهجرة، ورابع يقول: هم أهل بيعة الرضوان.

أو السابقون إلى الإيمان في أول الإسلام. وليس المراد في الآية: الرضا عن كل مهاجري وأنصاري سواء أحسن أو أساء بعد ذلك اتقى أو فسق، بل هو يرضى عن خصوص من اتبع بإحسان أي بعمل صالح لا مطلقاً.

وعلى هذا فالآيتان تدلان على أن في الصحابة من يكون تام الإيمان والعدالة وفيهم من ليس كذلك، وهي تتحدث عن خصوص القسم الأول منهما، فالآيتان على خلاف مرادك أدل وأظهر..

وأما كلمات علي في نهج البلاغة فإن مما لا ريب فيه إنما يقصد فيها الأخيار من صحابة النبي (ص) لا مطلقاً حتى مروان ومعاوية والوليد بن عقبة وعمرو بن العاص، واضرابهم، فإنه قد وصفهم في نهج البلاغة بأقبح الاوصاف، حتى لقد قال عن مروان: "لا حاجة لي في بيعته إنها كف يهودية لو بايعني بكفه لغدر بسبته.." (نهج البلاغة ج1 رقم الخطبة70).

نعم إنه لا يقصد بكلامه هذا من شرب الخمر وقتل النفس المحترمة وزنى وفعل ما فعل.. كيف وهو يقول في ج1 ص189 الخطبة رقم93 وهي التي أشرت إليها أنت: "لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيما أرى أحداً منكم يشبههم، لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً، وقد باتوا سجداً وقياماً يراوحون بين جباههم وخدودهم ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم كأن بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم الخ.." فهل الوليد بن عقبة ومروان وقدامة بن مظعون وطليحة بن خوليد واضرابهم من شاربي الخمر والزناة ومرتكبي العظائم تنطبق عليهم هذه الأوصاف؟.. ونهج البلاغة مملوء بالذم والتشنيع على كثير منهم لاسيما معاوية ومروان وعمرو بن العاص وغيرهم من بني أمية وفيه بصفهم بأسوأ الأوصاف ويخرجهم عن دائرة الإيمان إلى دائرة الفسق والبغي والطغيان فراجع نهج البلاغة تجده طافحاً بالنصوص الدالة على ذلك ويصف معاوية فيه بأن يعصي الله فإن كان نهج البلاغة حجة عندك فخذ بكل ما فيه ولا يصح أن تؤمن ببعض الكتاب ؟!..

وأما عن استشفاع الحسنين لمروان وقبول علي شفاعتهم وأنا لا أقبلها الخ.. فعدم قبولي لها لأن علياً قال لهم حين شفاعتهمه له عندما قالوا له: يبايعك يا أمير المؤمنين قال لهم: أولم يبايعني بعد قتل عثمان ؟، لا حاجة لي في بيعته إنها كف يهودية الخ..

وأما قوله (ع) عن أهل صفين: لا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله ولا يستزيدوننا.. فالمقصود منه هم أهل صفين وليس الصحابة. هذا بالإضافة إلى أنه لا يحكم على واقعهم وإنما يحكم على ظاهرهم قبل الحرب حيث قال في أول هذا الكلام: "التقينا والقوم من أهل الشام، والظاهر إن ربنا واحد ونبينا واحد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، ولا نستزيدهم الخ..".

فالتعبير بكلمة: "والظاهر" للإشارة إلى خلاف ما تريد يا حضرة القاضي.. هذا بالإضافة إلى أنه إنما يريد أن يثبت لهم ظاهر الإسلام فقط لا الإيمان والعدالة التامة.. كما أنه في آخر نفس هذا الكلام يحكم عليهم بالهلاك إلا من تاب منهم، حيث ذكر أن الحجة قامت عليهم وانقطعت منهم المعذرة: "فمن تم على ذلك منهم فهو الذي أنقذه الله من الهلكة، ومن لج وتمادى فهو الراكس الذي ران الله على قلبه وصارت دائرة السوء على رأسه".

ولاشك أن معاوية وابن العاص واضرابهما من سائر الأمويين ومن شايعهم قد لجوا وتمادوا وأصروا فهم إذن الراكسون الهالكون وستكون دائرة السوء عليهم في يوم الدين..

بقي أن نشير هنا إلى أن ما يرد في نهج البلاغة أو في غيره لابد وأن ينقل عنه بلا تصرف فيه، وأن ينقل تماماً غير مبتور لا من أوله ولا من آخره ليعلم ما المراد من الكلام الذي يراد الاستدلال به.. ولكننا قد رأينا في مقالكم الكثير من الموارد التي نقلت مشوهة أو استفيد منها معنى غير مراد أصلاً كما رأينا هنا وسنرى بعد..

ذكرت أن ما قلناه في مقالنا من كتاب الله إنما ورد في حق الكفار والمنافقين.

ونحن نسأل: هل كل الآيات التي وردت في سورة التوبة والأحزاب والنساء وغيرها مما فيه توبيخ وتقريع وتوعد بالعذاب وردت في حق الكفار والمنافقين ؟! إن قلت: نعم فقد خالفت ضميرك وخالفت الواقع. وإن قلت لا فقد خالفت ما ذكرته في مقالتك.. وإذا كان الكثير من الآيات تلك يختص بالمنافقين، فإن من الواضح: أن المنافقين كانوا يظهرون الإسلام، وكانوا مختلطين بغيرهم من المسلمين ولا يستطيع أحد أن يميزهم عن غيرهم من الصحابة، حتى النبي نفسه لم يكن يعرف الكثيرين منهم بنص القرآن قال تعالى: ﴿وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ﴾..

فإذا كان النبي(ص) لا يعرفهم كلهم فكيف عرفتهم أنت يا حضرة القاضي ؟! وكيف ميزت بين الصحابي المخلص وبين المنافق ؟! وقد أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم حذيفة بن اليمان ببعض المنافقين، وسأله (سيدنا؟!!) عمر عن نفسه إن كان منهم، فقال له: لا، ولا أزكى أحداً بعدك أو ما بمعناه. فإذا كان (سيدنا؟!!) عمر لا يستطيع أن يعرفهم، ولم يظهر حذيفة أسماءهم بعد تزكيته (لسيدنا؟!!) عمر فهل تعرفهم انت يا حضرة القاضي؟! وكيف ميزت اولئك الذين كتم أسماءهم حذيفة عن غيرهم من صحابة الرسول.

وهل اطلعت على خفايا قلب كل صحابي فميزت المنافق منهم من غيره ؟!.

وذكرت أن الروايات المذكورة في كتابنا لا حجة فيها لمخالفتها كتاب الله خصوصاً في العقائد الإسلامية.. فـ:

أولاً: هل قضية عدالة الصحابة وعقائد المسلمين؟ وهي معروفة. ولسنا نعرف في أي من اقسام العقائد تدخل عدالة الصحابة عندك: في التوحيد، أم في العدل، أم في الميعاد، أم في النبوة ؟ أم في الإمامة؟.. ولماذا لا تكون عدالتك أنت وعدالة غيرك أيضاً من العقائد..

ثانياً: وأيضاً.. لم تقل لنا كيف تخالف هذه الروايات كتاب الله، وأي آية فيه تخالفها هذه الروايات.. إن القرآن ناطق وصريح ـ كما قلنا غير مرة بضد ما تقول والروايات هذه منسجمة معه كل الإنسجام، وموافقة له تماماً حيث قد نص القرآن على فسق بعض الصحابة، وتوعد طائفة منهم بالعذاب الأليم، والغضب الجسيم.. وآية بيعة الرضوان قد قلنا إنها خاصة بطائفة منهم، وحتى هذه الطائفة يشترط فيها الإيمان الخالص لا مجرد الإسلام، وقد ميز الله بينهما في قوله: ﴿قَالَتِ الأعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا﴾.

وثالثاً: لقد رأيناك تسرق عقيدة غيرك وتنسبها إلى نفسك وتحتج بها حيث ذكرت أنه لابد من عرض الحديث على الكتاب. مع أن عقيدة أهل السنة هي: أن السنة قاضية على القرآن وحاكمة عليه، صرح بذلك السيوطي في الاتقان ج2 وسنن الدارمي ج1 ص145 نشر دار إحياء التراث العربي.

وهو مذهبهم وعليه ديدنهم، ويحتجون لذلك بأن من المحتمل أن تكون آية القرآن قد نسخت بهذا الحديث.. ولهذا فلابد من العمل بالحديث وترك القرآن، وهذا في الحقيقة خلاف ما ثبت عن (سيدنا؟!!) عمر الذي يؤثر العمل بالقرآن على سنة النبي (ص) حيث قد ثبت عنه في البخاري وغيره: أنه قال حين وفاة النبي (ص): حسبنا كتاب الله... بعد أن طلب النبي (ص) منهم أن يأتوه بكتف ودواة ليكتب لهم كتاباً لن يضلوا بعده أبداً، فقال (سيدنا؟!!) عمر: ما باله، أهجر ؟ أو ما باله أغلبه الوجع؟!.

(فسيدنا؟!!) عمر يرى العمل بكتاب الله وحده من دون الحاجة إلى سنة النبي (ص) وأنتم قد استقر عملكم على تقديم سنة النبي (ص) على القرآن مع أنكم تروون أنه ترك أمرين: كتاب الله وسنة رسوله..

وخلاصة الأمر: إنكم لا بقول رسول الله (ص) عملتم ولا بقول عمر أخذتم وإنما خالفتموهما معاً وقدمتم السنة على القرآن وهذا أنت تعود فتسرق عقيدة الرافضة الذين يقولون ما خالف كتاب الله فهو زخرف ـ باطل ـ اضربوه عرض الجدار الخ..

وهذا من مفاخرهم وليس يحق لأحد أن يفتخر به سواهم لأنه مذهبهم..

أم لعلك صرت رافضياً يا حضرة القاضي.. وإلا فلماذا تسرق عقائدهم وتترك عقيدتك وعقيدة أسلافك؟

وقلت: أجمع المؤرخون أن أعداء الصحابة وضعوا أحاديث في ذمهم واستدللت على ذلك بقضية ابن أبي العوجاء.. ولكن الذي رأيناه في كتب التاريخ لأهل السنة والجماعة: أن الأمويين وغيرهم قد وضعوا الأحاديث في ذم علي، وأمرهم معاوية بأن لا يتركوا فضيلة لعلي إلا أتوا بنظيرها في حق غيره من الصحابة وصرفها عنه. فإن أحاديث فضائل الصحابة هي التي يأتي فيها احتمال الوضع.. وقضية الزنديق ابن أبي العوجاء لا تدل على أن ما وضعه كان في قسم الطعن في الصحابة فلعله وضع أحاديث فضائلهم لا أحاديث ذمهم، وهذا هو الأقرب لورود مطاعنهم في القرآن وفي صحاح أهل السنة والجماعة.

وعلى كل حال فإن ما ادعيته من إجماع المؤرخين لم نجد له شاهداً بل الشاهد موجود على خلافه.

وقولك إنني لم أنظر في دفاتر الصحاح..

هذا لا يصح لأن مقالنا في (مجلة الهادي) القسم الكبير منه مأخوذ من صحيح البخاري ومسلم وغيرهما، وفضائل الصحابة إنما هي فضائل لبعضهم لا كلهم وما فيه تعميم لابد وأن يصرف عن ظاهره حتى لا يكذب القرآن والسنة المتواترة كما دل عليه مقالنا..

7ـ وقلت: إن الحكايات التاريخية التي ذكرتها في المقال عندك كالبعرة في مقابل الذهب والفضة..

وإن كل منصف يرجع إلى مقالنا يجد: أن جميع ما ذكرته فيه هو من أمهات كتب أهل السنة والجماعة، وكتبهم ومجاميعهم الحديثية المعتبرة ومنها البخاري ومسلم ومسند احمد ومصنف عبد الرزاق، وموطأ مالك الذي وصفته أنت بأنه أصح كتاب، وغير ذلك وليس في مصادر مقالنا كتاب واحد لغير أهل السنة والجماعة، وإن كان فهو ناقل عنهم أيضاً.. فلماذا هذا التوهين لكتب أهل السنة والجماعة؟!!..

8ـ وقلت: إن مدار الإسلام على كتاب الله..

هذا ليس عند أهل السنة والجماعة بل عملهم على خلافه كما قلنا فيما سبق.. مع ان مقالنا مؤيد لكتاب الله كما قلنا وكلامك فقط هو المخالف له.

وأما قولك في الحديث رقم (9) ترد على أمتي الحوض الخ إن هذا شأن أمة النبي لا الصحابة.. أو شأن من ارتد بعده، وإن من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه الخ..

هذا القوم هم الصحابة وهم غير مرتدين الخ..

ففيه أن المقصود بالحديث هو الصحابة بلا شك، وإن طائفة منهم يعرفهم النبي ويوجه لهم الخطاب في مجلسه سوف يصدون عنه فلا يصلون إليه فيقول: يا رب هؤلاء من أصحابي فيجيبه ملك: هل تدري ما أحدثوا بعدك؟.

وأما آية: من يرتد منكم عن دينه الخ.. فلست أدري من أين علمت أن المقصود بالقوم فيها هم الصحابة، بل ظاهر كلمة: سوف يأتي الخ.. إن المراد قوماً آخرين من غيرهم.. وليس منهم، والتأويل بلا قرينة ظاهرة غير مقبول..

10ـ وأما ما ذكرت من خبر المشكاة من أن رجلاً من أهل بيته (ص) سوف يخرج ويزعم أنه منه الخ..

فهو إن صح فيقصد به رجل سوف يخرج ويكون لنسبه اتصال بالنبي (ص) بل لا نستبعد أن يكون هذا من موضوعات الأمويين في حق علي (ع).. وهو أيضاً لا يدل على أن كلمة اهل البيت التي وردت في قوله تعالى: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً، عامّة وشاملة، وكذا قولك: آل محمد كل تقي.. وذلك لتواتر الخبر في أن النبي (ص) قد عين أهل البيت في هذه الآية وأنهم هم خصوص علي وفاطمة والحسنين.. ولو صحت هذه الرواية فلابد من حملها على التوسع والمجاز ولعله مكذوب من أجل تكذيب حديث الكساء المتواتر.. وأما أحاديث الحوض وغيرها مما يرتبط بالصحابة فلا مبرر لحملها على التوسع والمجاز ولم يرد من النبي (ص) تحديد للصحابي كما ورد عنه تحديد المراد من (أهل البيت) فلا يقاس ذلك على هذا..

11ـ وأما قول الصادق: أصحابي أولوا النهى والتقى الخ..

فهو دليل على ضد ما تريد أنت، إذ هو يدل على أن في الصحابة العادل والفاسق، لأن جعفراً يقول: ليس كل من يراني ويجلس إلى يكون من أصحابي، لأن فيمن يأتيني ويجلس إلى التقي وغيره، وأصحابي الحقيقيون هم الأتقياء، أما الباقون فإنهم وإن رأوني وتكلموا معي وجلسوا إلي وحضروا عندي إلا أهم ليسوا بأصحابي.. وكذلك حال صحابة النبي (ص) فيهم التقي الورع فهو الصاحب الحقيقي، وهو الذي وردت الأحاديث في مدحه وفيهم الفاسق المنحرف فهذا وإن كان مسلماً إلا أنه ليس يستحق أن يعد من أصحابه (ص) ويدل على ذلك:

ما في صحيح مسلم: أنه جرى بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف كلام فأغلظ له خالد، فلما بلغ رسول الله (ص) ذلك قال: لا تسبوا أصحابي، وقيل: إن ذلك في حق عمار.. فهذا يدل على أن أصحابه أناس مخصوصون، وليس كل من رآه كان من أصحابه حتى ولو كان مسلماً ومات على الإسلام.. وإلا لكان الموصى هنا عين الموصى به.

وأما ما ذكرت من انه في أهل البيت جعفران الخ.. فقد تقدم جوابه رقم (10) وقد قلنا: إنه لا ربط له بما نحن فيه ولا يصح قياسه عليه.. ومن الغريب هنا أننا نجد أهل السنة يقولون: إن من لقي النبي (ص) مسلماً ثبتت صحابته فإن ارتد ذهبت فإن عاد عادت (نزهة المجالس ج2 ص145).

12ـ وقلت: ليس الطبري من الشوافع بل هو من الروافض..

وهذا منك عجيب فقد خالفت التاريخ السني بلا دليل تستند إليه، فأهل السنة يقولون هو سني شافعي وأنت تكذبهم ؟! بلا دليل.

13ـ وأما استدلالك بقول سيدنا علي عليه السلام: بايعني القوم الذين بايعوا الخ..

فهذا لا يصحح بيعة أبي بكر بعد تواتر حديث الغدير، وحديث المنزلة، وآية التولية، وغير ذلك مما يتعذر استقصاؤه في هذه العجالة.. وكلمات علي أمير المؤمنين المذكورة لا تدل إلا على أن الشروط التي بايعوه عليها وهي العمل بكتاب الله وسنة رسوله هي نفس الشروط التي بايعوا عليها أبا بكر وعمر، فلماذا ينكثون بيعته، ويلتزمون ببيعتهم؟! فأمير المؤمنين عليه السلام هنا يلزمهم بما ألزموا به أنفسهم لا أكثر ولا أقل، إلا إذا كنت تريد أن تحمل اللفظ أكثر من طاقته.. وأما أن بيعة أبي بكر وعمر كانت حقاً أو باطلاً فهذا أمر آخر ليس أمير المؤمنين عليه السلام بصدد بيانه وقد بين أمير المؤمنين (ع) بطلانها في غير مورد من نهج البلاغة وغيره. هذا كله عدا عن أن الكثيرين من أهل السنة يقولون بوجوب إطاعة كل متغلب ـ حتى ولو كان مغتصباً لحق غيره ومعتدياً وقاتلاً ومرتكباً للعظائم، ويدينون الله بطاعته ووجوب النصيحة له، كما نطقت به صحاحهم المخالفة للقرآن الكريم، فكلام علي عليه السلام هنا ـ على مقتضى عقيدتكم ـ لا يدل على أن أبا بكر لم يكن مغتصباً للخلافة ومتغلباً فيها. كما أنه إذا كان قد بايعه من بايع أبا بكر وعمر، فلماذا أطاعوهما دونه؟!.

14- وأما ما نقلته عن المجلسي من أن النبي (ص) دعا الله تعالى: أن يجمع الناس على خلافة علي بعده الخ..

فهو إن صح.. لا يدل على مطلوبك بل هو على ضد ما تريد أدل، إذ المقصود: أن الحق لعلي عليه السلام ولكن الله عز وجل لا يريد أن يجبر الناس على الخضوع له، بل ترك لهم الخيار..

15ـ وأما ما ذكرت عن حق اليقين من أن الزهراء قد رضيت على أبي بكر وعمر..

فلست أدري ما المناسبة لذكرها هنا.. مع ان الموجود في حق اليقين هو خلاف ذلك، أضف إلى ذلك: أنه قد فاتك أن البخاري الصحيح عندكم مئة بالمئة وهو الذي تقدمون حديثه على القرآن قد ذكر في موضعين: أنها ماتت مهاجرة لأبي بكر وغاضبة عليه. كما أنه قد ذكر قبل ذلك بصفحات أن النبي (ص) قال: فاطمة بضعة مني يغضبها ما يغضبني..

وإذا كان قد ورد ما تقول في كتاب المجلسي، فلا حجة فيه إلا بعد البحث في أسانيده ودلالته وعن معارضاته وعما إذا كان يخالف القرآن وما ثبت عن النبي (ص) أم لا.. إذ ليس كل رواية تكون صحيحة عندنا.. ولا نملك اصلاً كتاباً كصحيح البخاري وغيره من الصحاح الستة مفروغ عن صحته بل كل حديث عندنا سواء في ذلك ما رواه المجلسي أو الكليني أو غيرهما يخضع للبحث والتمحيص ويعرض على كتاب الله وما ثبت من سنة النبي (ص) بطريق القطع إلى غير ذلك من شرائط الأخذ والاعتبار.

16ـ وبيعة علي لأبي بكر لا ينكرها أحد.. لكن ذلك إنما كان بعد وفاة فاطمة، وحينما رأى أن عدم بيعته فيه ضرر على الإسلام كما صرح في نهج البلاغة وغيره.. وذلك لا يثبت عدم كون أبي بكر غاصباً لحقه..

17ـ وأما ما ذكرته من أن فاطمة قالت لعمر: إنه لا ذنب له الخ.. رويت ذلك عن روضة الكافي..

فالرواية صريحة بضد ما تقول: وإليك نص الرواية: "إن فاطمة عليها السلام لما ان كان من أمرهم ما كان، أخذت بتلابيب عمر، فجذبته إليها ثم قالت: أما والله بابن الخطاب لولا إني أكره أن يصيب البلاء من لا ذنب له لعلمت إني سأقسم على الله ثم أجده سريع الإجابة" (الكافي، باب مولد الزهراء).

فهي تتهدد عمر وتأخذ بتلابيبه، وتجذبه، وتتوعده بانها تدعو عليه وعلى من هم على رأيه ممن فعلوا معها ما فعلوا من عظائم الأمور لكنها تخاف أن ينزل البلاء فيعم بعض الأبرياء.. أما عمر وأصحابه فهم المذنبون وهم الذين تتوعدهم، وتأخذ بتلابيب رئيسهم ومدبر أمر الهجوم على بيتها وإسقاط جنينها وغصب تحقها..

18ـ وذكرت شرطية مفادها: أن الصحابة إذا كانوا ارتدوا على الأعقاب فأهل البيت كذلك..

لكنك نسيت أننا قد ذكرنا في مقالنا في الهادي: أن كثيراً من الصحابة كانوا من الأتقياء الأبرار. ونسيت أن ارتداد بعض الصحابة لا يلزم منه ارتداد غيرهم. ولاسيما أهل البيت الذين عصمهم الله عن مثل ذلك حينما قال: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾. ولم يرو في الصحابة مثل هذا أصلاً بحيث يثبت بطريق القطع هذا عدا عن الأحاديث المتواترة في أهل البيت مثل حديث الثقلين وحديث السفينة وغيرهما..

19ـ وذكرت: أنك وأهل السنة تقبلون بالحديث الضعيف إذا لم يخالف كتاب الله..

ولقد أخطأت ها هنا من ناحيتين:

الأولى: إنك خالفت مذهب أهل السنة والجماعة في أن السنة القاضية على الكتاب كما قدمنا ونزيد هنا: أن الدارمي قد روى عن سننه / ج1 ص145 نشر دار إيحاء السنة النبوية: "عن يعلي بن حكيم عن سعيد بن جبير إنه حدّث يوماً بحديث عن النبي(ص) فقال رجل: في كتاب الله ما يخالف هذا. قال: ألا أراني أحدّثك عن رسول الله(ص) وتعرض فيه كتاب الله؟ كان رسول الله(ص) أعلم بكتاب الله منك"، فالمخالف لكتاب الله إذن يجب أن تقبل به أنت لا نحن.

الثانية: إن الضعيف الذي لا يخالف كتاب الله.. إن كان موافقاً لنص القرآن فالعمل في الحقيقة يكون بالقرآن لا بالحديث الضعيف. وإن كان ليس في القرآن نص على وفقه كما لو نص في الحديث على وجوب الفعل الفلاني في الصلاة مثلاً أو حرمة لحم الطير الفلاني أو غير ذلك مما ليس في الكتاب نص يوافقه أو يخالفه فهذا الحديث الضعيف مردود عندكم غير مقبول..

20ـ وقلت: إن قولنا: ليس كل نجم يهتدي به فيه رد على أنفسنا حيث ذكرنا بعد: أن النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق..

ولكن إشكال لا يرد علينا، لأن النجوم السيارة مثلاً لا يمكن لراكب البحر أو مسافر الصحراء أن يعول عليها في الاهتداء لعدم استقرارها في مكان معين بل هي تنتقل من مكان إلى مكان.. لكن كونها أمان من الغرق لا يتوقف على ثباتها واستقرارها، فهي أمان من الغرق سواء الثابت منها والتحرك، إذ يمكن أن تكون مقابلتها للأرض وجاذبيتها مؤثرة لذلك ألا ترى أن جاذبية القمر تؤثر المد والجزر في البحار والأمواج والحركات فيها..

21ـ وبعد ذلك. يأتي دور تشنيعك علينا بالعمل بالتقية.. وكيف يصح منك ذلك، وأنت تدعو أنك تعمل بالقرآن وتدين بما فيه كأنك لم تقرأ قوله تعالى: ﴿تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً﴾.

وقوله عز من قائل: ﴿إِلاَ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ﴾.. ولعمري لماذا يعمل أهل السنة والجماعة بالتقية، وهم يدينون الله بإطاعة كل متغلب، مهما كان فاسقاً فاجراً حتى يزيد بن معاوية والوليد بن عبد الملك وكل حاكم، ولذا فهم لا يحتاجون إلى العمل بالتقية.. بل إنهم بمجرد احتياجهم إليها نرى أنهم يستعملونها كأبشع ما يكون الاستعمال وبلا قيود ولا حدود، وقضية محنة خلق القرآن وغيرها خير شاهد على ما نقول.. أما الشيعة فرغم أنهم كانوا دائماً مضطهدين مقهورين على أيدي اهل السنة وحكامهم يقتلونهم تحت كل حجر ومدر وفي كل سهل وجبل.. مع ذلك نجد لهم الكثير جداً من المواقف النبيلة التي يجاهرون فيها بالحق.. ثم يلاقون الموت صابرين محتسبين..

22ـ وقلت: إن أهل التقية هم قتلة أهل البيت..

إن كنت تقصد بأهل التقية الشيعة وأنهم قتلوا أهل البيت.. فهذا التاريخ كله على خلافك وإن الشيعة لم يقتلوا أهل البيت وإنما دافعوا عنهم، والذين قتلوا أهل البيت هم غير الشيعة!! فالخوارج قتلوا علياً وهم ليسوا من الشيعة ولا من أهل التقية، ومعاوية قتل الحسن ويزيد قتل الحسين، وهكذا وإن كنت تقصد أن أهل السنة هم أهل التقية، وهم قتلوا أهل البيت.. فمن الواضح أن أهل السنة لا يقرون بالتقية تشريعاً وإن كانوا يمارسونها عملاً كما قلنا.. فكلامك متهافت..

وإذا كنت تكذّب ما ذكرناه من أن قتلة أهل البيت هم غير الشيعة.. مع أن ذلك قد تواتر واستفاض في كتب أهل السنة والجماعة. فلسوف تجد أن كل أهل السنة والجماعة لك بالمرصاد.. لأنه إذا فتح باب تكذيب ما ورد في جميع كتب أهل السنة والجماعة، فإن هذا سوف يؤدي إلى ما هو اعظم من الحكم بعدم عدالة جميع الصحابة، لاسيما إذا كانت مخالفة الإجماع لا تستند إلى دليل ولا تعتمد على برهان..

23ـ ثم استدللت على الاقتداء بمعاوية ببيعة الحسن عليه السلام له.

ولا أظنك تجهل أن بيعته له كانت عن اضطرار وإلجاء لا عن اختيار وإقتداء.. فما ذكرته من أنه بايعه معتمداً عليه مقتدياً له تكذبه جميع مواقف الحسن مع معاوية وخطبه وأقواله له ولغيره حين البيعة وبعدها وذلك مستفيض في كتب الحديث والتاريخ.. وإن شئت فراجع كتاب: صلح الحسن للشيخ آل ياسين، أو كتاب صلح الحسن للسيد محمد جواد فضل الله. ولكن معاوية قد غدر به وقتله بعد ذلك بالسم وهو يعلم أنه سيد شباب أهل الجنة، وابن رسول الله وريحانته.

24ـ وقد وصفت ما جاء في مقالنا بالأكاذيب تارة وبالمطاعن الكاذبة التي حكيتها عن أحبائي الجاهلين أخرى، والمثالب المزخرفة ثالثة وهكذا..

ولكن.. قد علمت ورأيت أن جميع ما في مقالنا هو من القرآن وكتب أهل السنة والجماعة لاسيما البخاري ومسلم والموطأ وغير ذلك كما يُعلم لكل من راجع مصادر مقالنا وليس فيه مصدر شيعي واحد.. ولا أظن أحداً يرضى منك أن تصف القرآن وعلماء الإسلام بأنه كذابون ودجالون. ولو علم أهل السنة والجماعة بما تتهم به علماء الإسلام لكان لك منهم موقف آخر يصعب عليك الخلاص منه.

نعم يا حضرة القاضي: أنا لا ذنب لي..

فإن كان ما في مقالي كذب فالذنب عليهم.. وإلا فما هذا البهتان العظيم.

25ـ وذكرت أن علياً قبل الشفاعة في حق مروان وأنا لا أقبلها..

نعم يا حضرة القاضي.. لا نقبلها لأن علياً قال عنه في نفس تلك اللحظة: "لا حاجة لي في بيعته، إنها كف يهودية، ولو بايعني بكفه لغدر بسبته الخ.." ولم يكن عفوه عنه إلا لكرم أخلاقه، وذلك كعفوه عن عمرو بن العاص عندما أظهر سوأته، وكعفوه عن غيره ممن حاربه وأجلب عليه..

26ـ وقلت: إنما ثار على عثمان الذين ثاروا على علي الخ..

لقد كان ممن ثار على عثمان طلحة والزبير، وأجلبت عليه عائشة وغيرهم من صحابة الرسول كثيرون جداً، فهل هؤلاء هم أصحاب ابن سبأ اليهودي.. ومع أن كل أخبار عثمان قد وردت في كتب أهل السنة والجماعة التي أجمعت على أن كثيراً من الصحابة قد شاركوا في الثورة على عثمان.. لكن حضرة القاضي يكذّب الجميع، ويقول إنهم جميعاً من أرباب التقية وأصحاب ابن سبأ، لست أدري متى صار أهل السنة يكذبون ومتى أصبحوا من أهل التقية ومن أصحاب ابن سبأ.. كل ذلك لأنهم رووا أن الصحابة ثاروا على عثمان وقتلوه ؟ إن ذلك عجيب حقاً وأي عجيب..

27ـ وأما عن اتهامك لنا بالسبائية وإصرارك على ذلك..

فقد كان الأجدر بك أن تبقي هذا الباب مسدوداً.. إذ الظاهر أنك لم تقرأ كتاب المحقق السيد مرتضى العسكري (عبد الله بن سبأ) بمجلديه الأول والثاني.. كما أنك قد نسيت أن كتب الصحاح عندكم وعلى رأسها البخاري أصح كتاب عندكم مملوؤة بالإسرائيليات، وروايات التجسيم الذي هو من أهل عقائدكم ـ وهو في الأصل عقيدة يهودية ـ موجودة في البخاري وفي سائر الكتب الحديثية عندكم.. وكذلك الروايات النافية لعصمة الأنبياء.. وغير ذلك مما يضيق المجال عن ذكره وتتبعه..

28ـ وقلت: إن قاتلي علي وعثمان والحسن والحسين هم السبائية أهل التقية. وأن المجلسي ذكر ذلك..

فالنسبة إلى المجلسي محل شك.. دلّنا على الموضع الذي صرح فيه بذلك.. ولو صحت فهو يخالف في ذلك كتب صحاحكم وتواريخكم التي تواتر فيها سم معاوية للحسن فهل معاوية سبائي وقتل يزيد للحسين فهل يزيد سبائي وقتل الخوارج لعلي فهل الخوارج من السبائية وقتل الصحابة لعثمان فهل الصحابة من السبائية؟!..

ولماذا قبل علماؤكم ومحدثوكم روايات السبائية في ذلك.. وكيف تواترت أحاديثهم في كتبكم.. أم يعقل أن يكون علماؤكم أيضاً من السبائية؟!!..

29ـ وقلت: كما أوضحه محققكم الطبري في تاريخه..

يظهر من هذا أنك قلت: إن الطبري المؤرخ كان شيعياً، لأنك تتهمنا بالتشيع ـ على ما يظهر ـ ونحن نوضح لك حقيقة الأمر ونقول: إن الذي يميل إلى التشيع هو: محمد بن جرير بن رستم الطبري، مؤلف كتاب المسترشد، ودلائل الإمامة. أما صاحب التاريخ والتفسير فهو محمد بن جرير بن يزيد بن خالد، وهو من أعيان علماء السنة بالاتفاق، وقد ترجمه في وفيات الأعيان والزركلي وغيرهما..

30ـ وقلت: إن الله أوحى إلى النبي إن الله يكذب فاطمة فيما تشكو إليه في حق علي.. ثم ذكرت قضية خطبة بنت أبي جهل.. ثم خبر المشكاة: يا فاطمة سليني ما شئت من مالي ولا أغني عنك من الله شيئاً..

ولكنك قد نسيت: أن الله قد طهر فاطمة وعلياً بنص آية التطهير ففاطمة لا تكذب، ولا تطلب مالاً لا حق لها فيه، وعلي لا يقدم على إيذاء فاطمة. والرواية إذا خالفت كتاب الله ـ عندنا لا عندك ـ لا قيمة لها وليس لنا كتاب صحيح مئة بالمئة كالبخاري والموطأ عندك، مضافاً إلى أن قضية خطبة بنت أبي جهل قد ثبت كذبها وافتعالها من قبل أعداء علي وأهل البيت وكتب عنها الشيخ إبراهيم الأنصاري مقالاً مطولاً في نفس العدد الذي فيه مقالنا: (الصحابة في القرآن والسنة)، (في مجلة الهادي)، ويكذّبها ايضاً قول النبي: "فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها" فعلي لا يؤذي فاطمة لأنه مع الحق والحق معه يدور معه حيث دار ولأنه مطهر بنص آية التطهير.. وقد نص علي على أن فاطمة كان خير زوجة له، لم ير منها طول حياته إلا الطاعة وحسن العشرة فكل ما يقال عن خلافات بينهما مفتعل ومكذوب، ولعل لأجل التخفيف من قبح معاملة عائشة للنبي ولنسائه..

وقد ذكر في جلاء العيون ما يدل على أن قضية بنت أبي جهل قد اشترك في حياكتها عمر وأبو بكر، حيث ذهب رجل وأخبر فاطمة كذباً بأن علياً قد خطب بنت أبي جهل.. وكذّب علي ذلك، وأرسل النبي (ص) إلى عمر وأبي بكر ليسمعهما تكذيبه.

وخبر المشكاة ليس فيه تكذيب لفاطمة ولا إهانة لها أصلاً بل هو تصرف طبيعي وسليم. هذا على تقدير صحة خبر المشكاة.

31ـ واما تكفير عمار لعثمان الذي وصفته بأنه حكاية مزورة..

فإنما ذكره الكاتب السني الكبير طه حسين، واستدل به على ما يريد، كما ذكره غيره من أعلام أهل السنة ومؤرخيهم، ولقد علمت أن عثمان قد ضرب عماراً حتى فتق بطنه وكسر ضلعاً من أضلاعه، وأزيدك هنا: أن علماء السنة قد رووا أيضاً تكفير ابن مسعود وحذيفة وزيد لعثمان.. وليس الذنب ذنبي وإنما ذنب مؤرخي وعلماء أهل السنة الذين يذكرون ذلك..

32ـ وأما قول علي لعثمان: أنت أقرب إلى رسول الله، نلت من صهره ما لم ينالا..

فلعمري إن ذلك لا يدل على فضيلة لعثمان.. بل هو يدل على منقصة فيه، حيث إنه في كلامه هذا كله يلومه على ما صدر منه، ويوبّخه على أفعاله التي دفعت الناس إلى الاجتماع عليه والشكاية منه.. فهو يقول: إنك أولى من أبي بكر وعمر بالعمل بالحق لأنك أقرب إليه (ص) رحماً، لأنك تجتمع معه في رابع أجداده، وتزوجت ابنتيه – أي ربيبتيه، فلماذا تخالف سنته، وتعمل ما يوجب نقمة الأمة عليك..

33ـ وأما حديث: ينادي مناد آخر النهار ألا إن عثمان وشيعته هم الفائزون..

فلقد نسيت أن هذا المنادي آخر النهار هو إبليس كما صرحت به نصوص هذه الرواية في موارد عديدة وكثيرة، وحتى نص رواية روضة الكافي تراه مضطرباً مشوشاً إذ قد حذف منه الفقرة التي تدل علي ذلك.. فراجع الحديث في البحار: ج52 ص289 و290 و292 و293 و294 و295 و296 ويراجع غيبة الطوسي وإرشاد المفيد وغيبة النعماني وغير ذلك ومرآة العقول..

وأضاف في روضة الكافي عبارة: "وينادي أول النهار منادي آخر النهار" ولا معنى لهذه العبارة إلا إذا عرفنا سائر الروايات، قال في مرآة العقول: أي يخبر منادي أول النهار عن منادي آخر النهار ويقول: إنه شيطان لا تتبعوه. ويدل على صحة هذا، التصريح بذلك في الروايات الأخرى.. فراجع.

34ـ وقلت: إن سب علي على المنابر هو من حكايات أهل التقية ولا حجة فيه.. فنقول.

لقد تواتر ذلك في كتب أهل السنة والجماعة، فإن كل أهل السنة والجماعة من أهل التقية فلا بأس.. ونكاد نقطع أنك تعرف ذلك ولكنك تتجاهل..

35ـ وأما سب فاطمة لعلي..

فلم نجده في حق اليقين بل الموجود فيه خلافه ومع ذلك فلا حجة فيه ـ لو صح ـ لمخالفته لآية التطهير، ولما ثبت عن علي أنه مدح فاطمة بأنها كانت خير عشير، وكانت مفرج همه وكربه، ولم ير منه طول حياته ما يكره.. ويكذبه أيضاً سائر ما ورد عن النبي (ص) في حق فاطمة وعلي كما بينّاه آنفاً.. وبينّا: أن الحديث عندنا ـ كل حديث ـ لابد وأن يعرض على كتاب الله والسنة القطعية ويناقش سنداً ودلالة.. وأنه ليس عندنا كتاب مفروغ عن صحة ما فيه كالبخاري ومسلم عندكم. والموطأ عندك..

36ـ وذكرت: ان أهل التقية سبوا أهل الشام بلا إذن علي (رض)..

ونحن نقول لك: إن سبهم لهم كان حقاً لأنهم كانوا الفئة الباغية.. ثم لست أدري من أين علمت أن الذين لعنوا أهل الشام هم السبائية، فهل علمت ذلك بطريق الوحي او الإلهام.. أم بطريق آخر.. غاية ما أعرفه أنه ليس في أيدينا نص تاريخي يدل على ما تقول. وإنما النص التاريخي موجود على أن عماراً قد قاتل الفئة الباغية فقتلته.. وأن علياً استحل دماء أهل الشام وقتلهم.. وكذلك كان امر أهل الجمل أيضاً.. ولعمري.. إن كلامه صريح في أنه نهاهم عن السب لأنه لا يؤدي إلى النتيجة المطلوبة وهي إقامة الحجة، لا لأنه يرى سبهم حراماً شرعاً.. في حين هو يستحل دماءهم ويقتلهم..

37ـ ثم كذّبت حديث الثقلين. وذكرت: أن الصحيح هو ما جاء في أصح الكتب..

وإنما كذّبت صحيح مسلم والترمذي وأحمد بن حنبل وغيرهم ونحن مرسلون لك جزءاً يذكر لك مصادر حديث الثقلين الذي كذبته، ويذكر لك من رواه في كل مئة على حدة، نرجو أن تطالعه بإمعان ولا تتسرع في إلقاء الكلام على عواهنه.. وحسبك به جواباً إن كنت تريد الحق..

وإذا كان الموطأ أصح الكتب فلماذا وصفت كل ما جاء في مقالنا بأنه أكاذيب ومزخرفات وغير ذلك.. مع أننا نقلنا عن الموطأ قضية بيع معاوية بيعاً ربوياً واعتراض أبي الدرداء عليه بمخالفته لقول الرسول ثم إصرار معاوية وقوله: في مقابل قول النبي: لكني لا أرى به بأساً القضية.. فإن كان هذا اصح الكتب فلماذا كذبت هذه القضية عن هذا الصحابي ؟!.

38ـ وذكرت: أن حديث الثقلين ضعيف لأن مقتضاه تفضيل علي على الصحابة، ولا يعمل به لان علياً كتب في وصيته: اتقوا الله في حق أصحاب رسول الله (ص) لأنهم لم يدخلوا البدعة في دين الإسلام ولم يتركوا أهل البدعة أن ينشروا بدعتهم الخ..

ولكن لا نفهم ما المانع من تفضيل علي على الصحابة جميعاً، مع أن ما يدل على تفضيله عليهم جميعاً وبدون استثناء كثير جداً في الكتاب والسنة، ويكفي من الكتاب آية التولية: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾.. ثم آية المباهلة، وغير ذلك من الآيات، ومن السنة حديث الطائر المشوي، وحديث الغدير، وغير ذلك مما تواترت به الأخبار، ولا يمكن إحصاؤه في عجالة كهذه بل يحتاج إلى رقم العديد من الكتب والأسفار..

وأما وصيته عليه السلام في حق الصحابة.. فلاشك ولا ريب أنه يقصد بهم جماعة خاصة من الأتقياء، والأبرار الأخيار، ولا يمكن أن يقصد معاوية ولا الوليد بن عقبة ولا مروان ولا ابن العاص وغيرهم، كيف وهو يصفهم في نهج البلاغة وغيره بأوصاف الفاسقين والبغاة والطغاة والعصاة.. هذا بالإضافة إلى أن الموجود في جلاء العيون مخالف للنص الذي ذكرته تماماً والذي هو فيه: أن رسول الله قد لعن المحدث منهم والمؤوي للمحدث مما يدل على أن فيهم المحدث والمؤوي له.. لكنك قد تجاهلت هذه العبارة لحاجة في نفسك.. وعلى كل حال فإن ما ذكرناه حول ذلك كاف في المقام ولدينا إن شئت المزيد..

39ـ وأغرب من ذلك كله استدلالك على صحة حديث الموطأ بأننا جعلنا عنوان مقالنا: (الصحابة في القرآن والسنة) وهو استدلال بديع لم تسبق ولن تلحق إليه ولا يخطر لأحد على بال!!..

40ـ وقلت: تواترت الأحاديث في التمسك بالكتاب والسنة..

نحن لا ننكر أن سنة الرسول (ص) حجة ولكننا نقول: إن حديث الثقلين هو المتواتر وما ادعيته من تواتر حديث كتاب الله وسنتي يحتاج إلى إثبات..

41ـ وقلت: الإسلام إن فسد من أصله لم يبلغ إلينا وما كنا اليوم مسلمين..

إنما لا يبقى لك أنت طريق هداية أما نحن فلنا طريق هداية واضح وهو أهل البيت المعصومون بآية التطهير، ومن ثبتت عدالته من الصحابة الأبرار.. ونترك دين الفساق منهم والمنحرفين..

42ـ وختمت مقالك بادعاء أن الصحابة اتفقوا سراً على قتل التقية السبائية، وقلت إن ذلك قد أشير إليه في وصية علي..

فأين هذه الإشارة التي تذكرها في وصية علي وهل الثمانية عشر ألفاً الذين قتلوا مع عائشة وطلحة والزبير كانوا من أهل التقية والسبائية؟! وهل طلحة والزبير المقتولان كانا من أهل التقية والسبائية؟! وهل طلحة والزبير المقتولان كانا من اهل التقية والسبائية وكذلك غيرهما من الصحابة الذين قتلوا في حرب الجمل ؟!. وأين أنت عن كتب أهل السنة والجماعة لتعرف حقيقة ما جرى في حرب الجمل وصفين والنهروان ؟! وكيف يصح منك أن تتخرص وترجم بالغيب وتأتي بما هو خلاف ما ثبت في كتب أهل السنة والجماعة ؟!.. إن ذلك عجيب وعجيب حقاً..

43ـ وملاحظة أخيرة وهي أن مقالتك لم تناقش أصل الموضوع في مقالنا حول الصحابة إلا بشكل بسيط جداً ومحدود، ولم تتناول إلا بعض النقاط الجانبية التي ليست في صلب الموضوع..

أما نحن.. فقد ناقشنا جميع ما جاء في مقالنا وكل فقراته، والحمد لله وله المنة على توفيقه وتسديده وإلهامه الحق، وقول الصدق وهو ليّنا وهو الذي هدانا إلى سواء السبيل..

وفي الختام.. أعود فأكرر أنك تكذّب البخاري ومسلم وأحمد بن حنبل وعبد الرزاق وسائر علماء الإسلام الذين أوردوا ما جاء في مقالنا، بل أوردوا أضعاف ما جاء فيه، ولو علم أهل السنة والجماعة بذلك منك لكان لهم منك موقف آخر وحساب آخر..

وقد قلت لك في أول هذه الرسالة: إنك إذا أحببت المناقشة الهادئة والموضوعية بهدف الوصول إلى الحق والالتزام به فأنا على أتم الاستعداد لذلك، أما إذا أردت السباب والشتم والطعن والاتهام بلا مبرر وبلا دليل فأبحث عن رجل آخر يحسن معك مثل ذلك..

والحمد لله رب العالمين وصلاته وسلامه على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين..

والسلام على من اتبع الهدى..

27/شوال/1397.

أخوكم

جعفر مرتضى العاملي

طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : 2014/04/02  ||  القرّاء : 9750










البحث في الموقع


  

جديد الموقع



 مسابقه کتابخوانی نبراس‌۱

 لحظات الهجوم الاول على دار الزهراء عليها السلام

 كربلاء فوق الشبهات

ملفات منوعة



 الزهراء والحسنان (عليهم السلام)

 حجية القطع بالمعتقدات الباطلة

 اعرف الحق تعرف أهله ( حول السيد فضل الله )

إحصاءات

  • الأقسام الرئيسية 12

  • الأقسام الفرعية 64

  • عدد المواضيع 696

  • التصفحات 6894993

  • المتواجدون الآن 1

  • التاريخ 28/03/2024 - 23:03





تصميم، برمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net