• الموقع : سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي .
        • القسم الرئيسي : الأسئلة والأجوبة .
              • القسم الفرعي : الأسئلة الفقهية .
                    • الموضوع : الصلاة خلف مادح ابن تيمية .

الصلاة خلف مادح ابن تيمية

بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي حفظه الله..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

قال النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله»: «إذا ظهرت البدع في أمّتي فليظهر العالم علمه، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله».

مولانا الكريم: قد ظهرت البدع والفتن كقطع الليل المظلم في بلادنا، أحدهم وهو رجل دين يخرج على منبر الجمعة ويمدح ويمجد الناصبي (ابن تيمية) ويصفه بـ (شيخ الإسلام) ويقول عنه بأنه: «عالمٌ، باحثٌ، متتبعٌ كبير بما تحمل الكلمة من معنى».

ويقول أيضاً عن ابن تيمية: «أنا عندما أقول أن الرجل كبير لا أخشى

شيئاً، أنا أقول لأن الإنسان كبير استطاع أن يثبت وجوده، بغض النظر عما كان يعتقد وإلى ما كان يهدف، لكن الرجل يملك قلماً رصيناً، ويملك موروثاً كبيراً، واحتوته جماعة لا تقل عن هذا ولا ذاك».

وهذا المدح والإطراء لابن يتيمة الناصبي ليس إلا لأنه امتدح الإمام زين العابدين «عليه السلام» في (منهاج السنة) ج2، وكأن الإمام السجاد «عليه السلام» يحتاج إلى مدح الناصبي ابن تيمية.

مع العلم أن منهاج السنة ألفه ابن تيمية في الرد على كتاب (منهاج الكرامة) لشيخنا الحلي، وكذلك في نفس هذا الكتاب يقول ابن تيمية الناصبي لعنه الله ج4 ص65 عن الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام»: «وقد أنزل الله تعالى في علي: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ﴾(1) لما صلى فقرأ وخلط!!

وقال في موضع آخر عن أمير المؤمنين «عليه السلام»: إنه مخذول أينما توجه!

وقال هذا الناصبي عن سيدة الدنيا والآخرة فاطمة الزهراء «عليه السلام»: أن فيها شعبة من النفاق!!

مولانا الكريم: هل تجوز الصلاة خلف هذا الرجل المادح لذلك الناصبي على منبر الجمعة وفي بيوت الله؟!

وما هو واجبنا تجاه هذا الرجال؟!

أفيدونا مأجورين...


الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

وبعد..

فقد كان على هذا الرجل الذي تتحدثون عنه أن يكون منصفاً، في موقفه من ابن تيمية فيذكر ما له وما عليه.. فلو أنه فعل ذلك لاستراح وأراح، ولعله لم يلتفت إلى أن الاقتصار على بيان جانب واحد من شخصية ابن تيمية يوجب تضليل الإنسان العادي الذي قد لا يعرف شيئاً عن تعصب ابن تيمية، وتحريفاته للحقائق، وتحامله الظالم والمتعمد على أمير المؤمنين، والذي هو محض الباطل.

وكنا نربأ بهذا الرجل الذي تتحدث عنه أن يقع بهذا الخطأ، وهو الثناء على شخص قد أوغل في التجني والعدوان على صنو الرسول، وعلى البضعة الطاهرة. وسائر أهل بيت العصمة «صلوات الله عليهم أجمعين»..

وماذا ينفع ابن تيمية، وما فائدة علمه وتتبعه ـ على فرض صحة ذلك ـ إذا كان يستعمل علمه في التجني والعدوان على رموز الدين الذين طهرهم الله، وأثنى عليهم في كتابه، وعلى لسان رسوله بما يبطل كل التجنيات والافتراءات عليهم «صلوات الله عليهم» من أي كان من الناس..

وبعد.. فلا مورد للسؤال عن الصلاة خلف من يمدح رجلاً له هذه المواقف التي يندى لها الجبين خجلاً وألماً. ولاسيما ما كان منها تجاه من صرح القرآن بطهارتهم وعصمتهم ووجوب مودتهم.

حفظكم الله ورعاكم، وسدد على طريق الخير والهدى خطاكم..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

والحمد لله، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله..

جعفر مرتضى العاملي..


(1) الآية 43 من سورة النساء.


  • المصدر : http://www.al-ameli.com/subject.php?id=332
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 07 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29