• الموقع : سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي .
        • القسم الرئيسي : الأسئلة والأجوبة .
              • القسم الفرعي : الأسئلة الأخلاقية .
                    • الموضوع : العلوم الدينية .

العلوم الدينية

 

السؤال(569):

السلام عليكم تحية طيبة..

إن الكثيرين طلبوا العلم، ويطلبه الكثيرون أيضاً، والحوزات الآن فيها عشرات الآلاف من الطلبة، ولكن القلة هم الذين يمتكلون هذه النعمة، ويكسبون نورها وبركتها ويصبحون هداة مرضيين، ومع ذلك فإن الجميع ـ الناجح والفاشل، الصالح والرديء ـ يظهر أمام المجتمع على أنه طالب علم أو عالم، وهنا يترأس الجاهل، ويتحكم الفاسد.

لذلك فإني أحب أن أسمع رأيك الخاص بهذا الخصوص وكيفية التغلب على هذه المشكلة، وكيف يمكن تنحية من ليس أهلاً ـ علمياً على الأقل ـ للاستمرار في طريق التحصيل.

ودمتم مع بالغ الشكر والتقدير.


الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..

فإن من غير المستساغ حرمان أي إنسان من تحصيل علوم الدين، ولكن المهم هو منع من ليس أهلاً لمقامٍ، من أن يدَّعي لنفسه ذلك المقام، حتى لو كان يملك علماً أو جاهاً، فإن العالم الفاسق مثلاً لا يحق له أن يكون في موقع القضاء، فلا بد من منعه من الوصول إلى هذا الموقع، ولكن ليس من حقنا أن نحرمه من طلب العلم، أو أن نعترض، أو أن نضع العراقيل على طريق تحصيله له..

وقد كان أمير المؤمنين عليه السلام يحبس الجهَّال من الأطباء والفساق من العلماء.. مما يشير إلى أنه لابد من منع العالم الفاسق من التحرك في المجتمع بحرية، لأن ذلك يسيء إلى الدين وأهله، وقد يوقع الأبرياء في متاهات خطيرة، أو يسبب لهم مشكلات صعبة، ويعسِّر عليهم السير في طريق الهداية والصلاح، وهم يجدون أن ثمة ممارسات غير مشروعة، ممن ينسب نفسه إلى العلم، ويخلط نفسه بأهل الإيمان.

وقد يكون من وسائل محاصرة فساق العلماء هو دلالة الناس عليهم وتعريفهم بما أعلنوه من مفردات الفسق والخروج عن خط التقوى.

أما حين يكون انحرافهم خطيراً، يصل إلى حد الخروج عن خط الإيمان، فإن تعريف الناس بما أخفوه قد يكون هو التكليف الشرعي الذي يفرضه حفظ الدين من هذا الخطر العظيم..

وقد يمكن اعتماد أساليب ضغط أخرى، تجبرهم على تصحيح مسارهم، أو اختيار الخروج من زيِّ أهل العلم إلى غيره، ولعل منها محاصرتهم من الناحية الاقتصادية، والمبادرة إلى العمل على سد الكثير من الأبواب المشرعة أمامهم، والتي تقويهم على نشر فسادهم وانحرافهم.

عصمنا الله وإياكم من الخطل والزلل، في الفكر، وفي القول، والعمل..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 


  • المصدر : http://www.al-ameli.com/subject.php?id=762
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 07 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16