||   الموقع بإشرف السيد محمد مرتضى العاملي / پايگاه اينترنتى تحت اشرف سيد محمد مرتضى عاملي مي‌باشد   ||   الموقع باللغة الفارسية   ||   شرح وتفسير بعض الأحاديث..   ||   لقد تم افتتاح الموقع أمام الزوار الكرام بتاريخ: 28/جمادی الأولی/ 1435 هـ.ق 1393/01/10 هـ.ش 2014/03/30 م   ||   السلام عليكم ورحمة الله.. أهلاً وسهلا بكم في موقع سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي.. نود إعلامكم أن الموقع قيد التحديث المستمر فترقبوا المزيد يومياً..   ||  



الصفحة الرئيسية

السيرة الذاتية

أخبار النشاطات والمتابعات

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

المؤلفات

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

الأسئلة والأجوبة

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

التوجيهات والإرشادات

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

الحوارات

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

النتاجات العلمية والفكرية

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

الدروس

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

الصور والتسجيلات

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

مركز نشر وترجمة المؤلفات

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

مختارات

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

مركز الطباعة والنشر

شريط الصور


  • ابن عربي سني متعصب غلاف
  • رد الشمس لعلي
  • سياسة الحرب غلاف
  • زواج المتعة
  • الولاية التشريعية
  • كربلا فوق الشبهات جديد
  • علي ويوشع
  • طريق الحق
  • توضيح الواضحات
  • دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام ط ايران
  • تخطيط المدن في الإسلام
  • تفسير سورة الماعون
  • تفسير سورة الكوثر (التاريخ العربي)
  • تفسير سورة هل أتى
  • تفسير سورة الناس(التاريخ العربي)
  • تفسير سورة الكوثر
  • تفسير سورة الفاتحة (التاريخ العربي)
  • السوق في ضل الدولة الإسلامية
  • سنابل المجد
  • سلمان الفارسي في مواجهة التحدي
  • الصحيح من سيرة الإمام علي ج 3
  • الصحيح من سيرة الإمام علي
  • صفوة الصحيح فارسي
  • رد الشمس لعلي
  • كربلاء فوق الشبهات
  • اكذوبتان حول الشريف الرضي
  • منطلقات البحث العلمي
  • مختصر مفيد
  • المقابلة بالمثل
  • ميزان الحق ط 1
  • ميزان الحق (موضوعي)
  • موقف الإمام علي (عليه السلام) في الحديبية
  • المراسم والمواسم _ إيراني
  • المواسم والمراسم
  • مقالات ودراسات
  • مأساة الزهراء غلاف
  • مأساة الزهراء مجلد
  • لماذا كتاب مأساة الزهراء (عليها السلام)؟!
  • لست بفوق أن أخطئ
  •  خسائر الحرب وتعويضاتها
  • علي عليه السلام والخوارج
  • ظاهرة القارونية
  • كربلاء فوق الشبهات
  • حقوق الحيوان
  • الحاخام المهزوم
  • الحياة السياسية للإمام الجواد
  • الحياة السياسية للإمام الحسن ع سيرة
  • الحياة السياسية للإمام الحسن ع
  • الحياة السياسية للإمام الحسن ع ايران
  • الحياة السياسية للإمام الرضا ع
  • إدارة الحرمين الشريفين
  • ابن عباس ـ ايران
  • ابن عربي سني متعصب
  • ابن عباس وأموال البصرة
  • دراسة في علامات الظهور مجلد
  • بلغة الآمل
  • براءة آدم (ع)
  • بنات النبي أم ربائبه غلاف
  • بنات النبي أم ربائبه
  • عرفت معنى الشفاعة
  • الصحيح1
  • الصحيح 2
  • الصحيح8
  • الجزيرة الخضراء
  • الجزيرة الخضراء
  • الصحيح
  • الغدير والمعارضون لبنان
  • الغدير والمعارضون
  • الأداب الطيبة المركز
  • الآداب الطبية في الإسلام
  • البنات ربائب
  • علامات الظهور
  • علامات الظهور قديم
  • أحيو امرنا
  • أهل البيت في آية التطهير
  • افلا تذكرون
  • ابوذر
  •  بنات النبي (صلى الله عليه وآله) أم ربائبه؟!
  • الإمام علي والنبي يوشع
  • براءة آدم (ع)
  • الغدير والمعارضون
  • الإمام علي والخوارج
  • منطلقات البحت العلمي
  • مأساة الزهراء عليها السلام

خدمات

  • الصفحة الرئيسية
  • أرشيف المواضيع
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا





  • القسم الرئيسي : الأسئلة والأجوبة .

        • القسم الفرعي : الأسئلة التاريخية .

              • الموضوع : رقية بنت علي (ع) في الشام.. .

رقية بنت علي (ع) في الشام..

بسم الله الرحمن الرحيم

من هي المدفونة قرب مسجد بني أمية في دمشق؟! هل هي رقية بنت الحسين «عليه السلام»؟! وهل كانت طفلة؟! أم هي رقية بنت أمير المؤمنين «عليه السلام»؟!


الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

وبعد..

فليس لدي معلومات كثيرة عن هذا الموضوع، وغاية ما أقوله هنا: أنه إن كان السؤال عن رقية بنت الإمام الحسين «عليه السلام»، فما نعرفه عنها قليل جداً.

وقد ذكرها السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة، وقال:

1 ـ ينسب إليها قبر ومشهد مزور بمحلة العمارة من دمشق. الله أعلم بصحته. جدده الميرزا علي أصغر خان وزير الصدراة في إيران عام 1323هـ

وقد أرخت ذلك بتاريخ منقوش فوق الباب أقول فيه من أبيات:

لــه ذو الــرتبة العــــليا عـــلي            وزيــــر الصــدر في إيران جــدد

وقـــد أرخــتها تـزهــو ســناء            بقــبر رقـــية مـــن آل أحمــد(1)

2 ـ قالوا أيضاً: كانت للحسين «عليه السلام» بنت صغيرة.. تسمى رقية، وكان لها ثلاث سنين، وكانت مع الأسرى في الشام، فلما انتبهت (من النوم) جزعت جزعاً شديداً، وقالت: آتوني بوالدي..

فأتوا بالرأس (رأس الحسين «عليه السلام») في طبق.. ثم وضعت فمها على فم الشهيد وبكت.. فلما حركوها، فإذا هي قد فارقت روحها الدنيا..

قال الشعراني: إن رقية بنت الحسين (مدفونة) في المشهد القريب من جامع دار الخليفة أمير المؤمنين يزيد ومعها جماعة من أهل البيت، وهو معروف الآن بجامع شجرة الدر. وهذا الجامع على يسار الطالب للسيدة نفيسة(2).

وكلام الشعراني هذا يعطي: أن رقية بنت الإمام الحسين «عليه السلام» مدفونة في مصر لا في الشام.

3 ـ وورد أيضاً ذكر لرقية هذه في رواية البكري، ونسب إليها شعر في تلك الرواية أيضاً، فراجع.

والشعر يقول:

عَـينُ جــودي بالبكــاء والعويل           لأخِ الفضـــلِ والسّخاء الفَضـيل

طيّب الأصـل في الفضـيلة مـاض           سَـمْهَريٌّ في النّـائـباتِ أصـيل(3)

والشطر الأول لا يتناسب في الوزن مع بقية الشعر.. ولعل الصحيح:                  

عَـينُ جــودي بعــبرة وعـــويل

ولكن الظاهر: أن كلام البكرى لا يمكن الاعتماد عليه، فإن هذه الطفلة الصغيرة لا يتوقع منها هذا الشعر.. وحديث موتها في الشام ولها ثلاث سنين. سيأتي أنه لا يمكن قبوله أيضاً وأضعف من هذا وذاك قول الشعراني كما سيتضح.

غير أننا نبادر هنا إلى القول:

إنه يبدو لنا: أن المقام الموجود في دمشق هو للسيدة رقية بنت أمير المؤمنين «عليه السلام».

ونبين ما نرمي إليه على النحو التالي:

رقية بنت علي ×:

أولاً: إن أكثر المصادر لا تذكر للإمام الحسين «عليه السلام» بنتاً باسم رقية، بل تذكر سكينة وفاطمة(4).

ويضيف البعض بنتاً اسمها زينب(5).

وبعضهم أضاف بنتاً رابعة، ولكنه سمَّى منهن ثلاث بنات، ولم يسم الرابعة(6).

الأمر الذي يشير إلى أن كلمة «أربع» كانت من سهو القلم.. وأن الصحيح هو كلمة ثلاث بدل أربع..

ولكن ابن فندق البيهقي (المتوفى سنة 565 هـ)، فهو من أعلام القرن السادس ذكر للحسين «عليه السلام» أربع بنات، وهنَّ: فاطمة، وسكينة، وزينب ماتت صغيرة، أمها شهربانو بنت يزدجرد، وأم كلثوم ماتت صغيرة، أمها أيضاً شهربانو بنت يزدجرد(7).

ولا يحتمل أن يكون ذكر الراعة من سهو القلم، لأن الكلام يأبى ذلك، لاسيما مع التصريح بأنهن أربع بنات وتسميتهن جميعاً بأسماء مختلفة، وبأن الرابعة ماتت صغيرة، ملاكداً ذلك بكلمة «أيضاً».

فلم يذكر بين هؤلاء اسم رقية، بل ذكره في موضع آخر بعد صفحات يسيرة، فقال: لم يبق من أولاده إلا زين العابدين «عليه السلام»، وفاطمة، وسكينة ورقية(8).

ونقول:

لا يمكن الاعتماد على كلام ابن فندق:

أولاً: لوجود تناقض ظاهر في كلامه «رحمه الله»، فهو تارة يذكر رقية في أولاد الإمام الحسين «عليه السلام»، وأخرى لا يذكرها. فأي كلاميه يمكن الأخذ به والاعتماد عليه؟! وقد ذكر ذلك في كتاب واحد، ولكن في موضعين. إلا إن كانت رقية لقباً لواحدة من الأربع اللواتي ذكرهن في المرة الأولى، وليس لدينا سوى زينب وأم كلثوم، فقد صرح ابن فندق نفسه بأنهما ماتتا صغيرتين.

ثانياً: لو أغضينا عن هذه المفارقة، فإن ذكر رقية في جملة أولاد الإمام الحسين «عليه السلام» لا يدل على أن المدفونة قرب جامع بني أمية في دمشق هي رقية بنت الحسين، ولا يصحح الرواية التي ذكروها في كيفية وفاة رقية.

وسيأتي: أن أول ذكر لقصة وفاتها قد جاء في كتاب العماد للطبري (المتوفى سنة 676هـ)، فهو من أعلام القرن السابع..

فهل حصل تصحيف في كلام ابن فندق لزينب برقية؟! أم ماذا؟!

وفي المناقب: أنهم يسمون شهربانو بشاه زنان، وبأسماء أخرى، فراجع(9).

فقد يدعى: أن رقية هي أم كلثوم بالذات.

ولكننا نقول:

لقد صرح ابن فندق: بأن أم كلثوم هي بنت شهربانو بنت يزدجرد. وبأنها ماتت صغيرة.

وصرح أيضاً: بأن شهربانو هي أم علي الأصغر، ولعله يريد به الإمام السجاد «عليه السلام»، حيث يقال: إن أمه هي بنت يزدجرد، واسمها شهربانو، فراجع(10).

وصرح بعضهم: بأن شهربانو قد توفيت والإمام السجاد طفل(11). وهذا يدل على أن المراد بعلي الأصغر هو السجاد، أو ولد بعد السجاد «عليه السلام».

فلا يمكن أن تكون شهربانوا أماً لرقية التي كان عمرها حين استشهاد الإمام الحسين «عليه السلام» ثلاث سنوات.

إن المصادر الكثيرة تحدثت عن أنه قد كان لأمير المؤمنين «عليه السلام» بنت اسمها رقية، بل ذكرت طائفة منها: أنه كان له «عليه السلام» بنتان:

إحداهما: رقية الكبرى.

والأخرى: رقية الصغرى(12).

وهناك خلاف في التي تزوجها مسلم بن عقيل.. وقد صرح ابن حبيب وغيره: بأنها رقية الصغرى(13).

والأكثر على أن زوجة مسلم هي رقية بنت علي «عليه السلام»، وأن أمها بنت الصهباء التغلبية(14).

وهناك خلاف آخر في أن أيهما هي بنت السيدة الزهراء «عليها السلام»(15).

وقالوا أيضاً: إن رقية الصغرى بنت أمير المؤمنين «عليه السلام» ماتت صغيرة، قال ذلك الليث بن سعد، والدارقطني، وابن الجوزي(16).

بنت علي هي بنت الزهراء ‘:

ذكر بعضهم: أن رقية بنت أمير المؤمنين هي بنت الزهراء أيضاً(17).

وقال الشبلنجي أيضاً:

«رأيت بعضهم صرح بأن للإمام رقيتين: تُدْعى إحداهما بالكبرى، من السيدة فاطمة، والأخرى تُدعى بالصغرى ـ أمها أم حبيب ـ شقيقة عمر»(18).

أي أن إحداهما ـ واسمها «رقية» ـ كانت هي وعمر بن علي «عليه السلام» توأمين.

بنت علي هي بنت الزهراء ‘:

ذكر بعضهم: أن رقية بنت أمير المؤمنين هي بنت الزهراء أيضاً(19).

وقال الشبلنجي أيضاً:

«رأيت بعضهم صرح بأن للإمام رقيتين: تُدْعى إحداهما بالكبرى، من السيدة فاطمة، والأخرى تُدعى بالصغرى ـ أمها أم حبيب ـ شقيقة عمر»(20).

أي أن إحداهما ـ واسمها «رقية» ـ كانت هي وعمر بن علي «عليه السلام» توأمين.

رقية بنت علي × في كربلاء:

هناك من قال: إن رقية زوجة مسلم «صحبت أولادها مع سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين «عليه السلام» من المدينة إلى كربلاء(21).

ويؤيد ذلك: قول الشيخ السماوي عن «عبد الله بن مسلم، إنه قتل و «أمه رقية بنت على «عليه السلام» واقفة تنظر إليه»(22).

إلا أن يكون المراد: أن رقية الصغرى هي التي كانت في كربلاء وأمها أم ولد. وكانت عند الصلت بن عبد الله بن نوفل، وهي غير رقية الكبرى زوجة مسلم بن عقيل(23). ولكن هذا الاستدراك لا يفيد لأنها إذا كانت بنت علي، فلا بد أن عمرها في كربلاء أكثر من عشرين سنة أيضاً.

 

ومما يدل على أن رقية كانت في كربلاء يوم عاشوراء، وصية الإمام الحسين للنساء، وفيها: قوله «عليه السلام» «يا زينب، ويا أم كلثوم، ويا سكينة، ويا رقية، ويا فاطمة، اسمعن كلامي، واعلمن: أن ابني هذا خليفتي عليكم، وهو إمام مفترض الطاعة إلخ..»(24).

ويدل عليه أيضاً: ما رواه ابن طاووس، من أنه بعد أن أنشد الإمام الحسين «عليه السلام» الأبيات التي أولها:

يــا دهــر أف لك مـــن خـــليل                    كــم لـك بالإشــراق والأصــيل

وبكاء النسوة. قال «عليه السلام»: «يا أختاه، يا أم كلثوم، وأنت يا زينب، وأنت يا رقية، وأنت يا فاطمة، وأنت يا رباب، انظرن إذا أنا قتلت، فلا تشققن عليَّ جيباً، ولا تخمشن علي وجهاً، ولا تقلن علي هجراً»(25).

وفي نص آخر: ثم نادى «صلوات الله عليه»: يا أم كلثوم، ويا سكينة، ويا رقية، ويا عاتكة، ويا زينب، ويا صفية، يا أهل بيتي عليكن مني السلام، فهذا آخر الاجتماع، وقد قرب منكن الافتجاع، فصاحت أم كلثوم وقالت: يا أخي استسلمت للموت، فقال: الخ..»(26).

فإذا كانت رقية بنت علي «عليه السلام» زوجة مسلم، وأم الشهيد عبد الله بن مسلم قد حضرت كربلاء، فمن المناسب أن يكون الخطاب لها. فإن كان «عليه السلام» يريد خطاب رقية ابنته الصغيرة أيضاً، فمن المناسب أن نضيف أيضاً قوله: «وأنت يا رقية ابنتي»، أو نحو ذلك. أما أن يترك الكبيرة وهي أخته، ويخاطب الصغيرة دونها، مع ذكر الرباب، وعاتكة وسواهما، فذلك يستبطن إهانة لأخته، وإخراجاً لها من زمرة أهل بيته، مع أنه أدخل فيهم من هو أبعد منها. وهذا خطأ فاحش، لا نتجرأ على نسبة هذا أمر كهذا إلى الإمام المعصوم.. إلا أن يدعي مدع بأن كلمة رقية قد أريد بها أخته وبنته على طريقة استعمال المشترك في أكثر من معنى.. وهي دعوى عهدتها علة مدعيها.

وهذا يدل على أن رقية بنت علي «عليه السلام» التي حضرت كربلاء، وقد خاطبها الإمام الحسين «عليه السلام» في جملة من خاطب من النسوة، كانت بالغة عاقلة راشدة، ولم تكن طفلة بعمر ثلاث سنوات كما يحكى عن التي ماتت في الخرابة بالشام!!

المشهد في الشام لرقية بنت علي ×:

الظاهر: أن رقية بنت أمير المؤمنين «عليه السلام»، أعني امرأة مسلم بن عقيل «عليه السلام»، قد سبيت مع من سبي وحملت إلى دمشق، إذ لم نجد ما يدل على أن ابن زياد قد أفرج عن أي من السبايا اللواتي أخذن في كربلاء، كما لا نجد مبرراً للاحتفاظ بأي منهن في سجن الكوفة.

وهذا يقوِّي لدينا احتمال أن تكون رقية المدفونة بدمشق هي بنت علي «عليه السلام»، وليست رقية بنت الحسين «عليه السلام»(27).

ويشهد لما نقول:

ما ذكره ابن الحوراني ـ المتوفى سنة ألف على الظاهر ـ: أن السيدة رقية بنت علي «عليه السلام» مدفونة داخل باب الفراديس بدمشق في جملة المدفونين هناك، فقد قال:

«وفي كتاب: محض المآرب في فضل الإمام علي بن أبي طالب، لابن المبرد».

وذكر ابن ابي الدنيا عن الزبير بن أبي بكر: أنه ولد لعلي رضي الله عنه، ولدان: عمر، ورقية الكبرى (توأمان). وأمهما الصهباء، ويقال: اسمها أم حبيب بنت ربيعة من بني تغلب من سبي خالد بن الوليد.

وقال ابن المبرد في هذا المصنف: «ومنهم رقية الصغرى. ذكره الذهبي. وهذا هو المعول عليه، ولا تلتفت إلى غير هذا، فهو هذيان مشغل. والله أعلم»(28).

ونقول يلاحظ ما يلي:

ألف: قوله: «الزبير بن أبي بكر، لعل الصحيح الزبير بن بكار (170 ـ 256هـ) لأنه شيخ ابن أبي الدنيا (208 ـ 281هـ)».

ب: إنه ينقل عن ابن المبرد: «والظاهر: أنه يوسف بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي الصالحي الحنبلي (840 ـ 909)..».

ج: إنه ذكر دفن رقية بنت أمير المؤمنين «عليه السلام» في الشام، ولم يشر إلى رقية بنت الحسين «عليه السلام»، وإن كانت عبارته قد جاءت غير منتظمة، فقد قال المعلق على الكتاب حسام عبد الوهاب الجابي: «لعله ذكر هذا إشارة إلى أن السيدة رقية بنت علي بن أبي طالب مدفونة في حي العمارة، وفي مسجد يقال له: مسجد السيدة رقية».

هل رقية بنت علي في مصر؟!:

وادعى بعضهم: أن السيدة رقية بنت علي بن أبي طالب مدفونة في مصر كما ذكر الشعراني في الباب العاشر من المنن»(29).

ثم قال: ويرجح أن هناك نقص في المتن(30).

وذكر أيضاً ياقوت الحموي وابن شاهين: أن بين مصر والقاهرة مشهد فيه قبر رقية بنت علي بن أبي طالب(31).

غير أننا نقول:

إن ذلك غير دقيق. بل إن مشهد رقية بنت علي «عليه السلام» هو هذا الموجود في الشام كما ذهب إليه العلامة السيد محسن الأمين «رحمه الله» حيث قال: «والذين يسكنون دمشق بيدهم إلى اليوم التولية على المشهد المنسوب للسيدة زينب الصغرى..

إلى أن قال: «وقد كانت لهم التولية على المشهد المنسوب إلى السيدة رقية بنت أمير المؤمنين علي «عليه السلام» بمحلة العمارة بدمشق»(32).

وقال الشبلنجي عن السيدة رقية بنت الإمام علي «عليه السلام»: أمها أم حبيب.. إلى أن قال: أخبرني بعض الشوام: أن للسيدة رقية بنت الإمام علي كرم الله وجهه ضريحاً بدمشق الشام»(33).

بنت الرضا ليست في مصر أيضاً:

لكن الشيخ محمد زكي إبراهيم قال في كتابه: «مراقد أهل البيت بالقاهرة»: إن الذي في مصر هو مرقد رقية بنت علي الرضا بن موسى، بن جعفر الصادق، بن محمد الباقر، بن علي زين العابدين ابن الامام الحسين».

وقال: «وكثير من الناس يظنونه ـ أي المشهد ـ للسيدة رقية بنت علي أخت زينب والحسين.

وهذه دفينة دمشق. ومشهدها معروف هناك.

وقيل: إن مشهد رقية هذا من مشاهد الرؤيا.

وبرغم كل ما قيل وأثير حول هذا المشهد، فلا بد أن تكون صاحبته من آل البيت»(34).

والقائل بأنه من مشاهد الرؤيا هو ابن الزيات(35).

ومراده بكونه من مشاهد الرؤيا: أن يكون بعض الناس رأى رؤيا ترتبط بذلك الموضع، فشيد المشهد استناداً إلى تلك الرؤيا.

وقال صالح الورداني: إن من أشهر المراقد التي هي بقرب مشهد السيدة نفيسة، مرقد السيدة رقية بنت الإمام علي الرضا: «وينسبها العامة إلى الإمام علي، وبجوار مرقدها عدة مراقد للطالبين»(36).

وقد يستدل على أن المدفونة في مصر هي رقية بنت علي الرضا «عليه السلام»: بأن المكان الذي فيه السيدة رقية مكتوب على الحجر الذي ببابه هذا البيت:

بقعـــة شـــرّفت بـآل النــبي               وببنــت الــرضا عــلي رقــية(37)

لكن المذكور في معالي السبطين ج2 ص171 هكذا:

بقعـــة شـــرّفت بـآل النــبي               وببنــت الحسـين الشـهيد رقـــية

لكن وزن الشطر الثاني لهذا البيت لا يستقيم. إلا أن يكون هكذا:

بقعـــة شـــرّفت بـآل النــبي   وببنــت الحسـين أعــني رقـــية

لكن الظاهر: أن المشهد الذي بمصر ليس لرقية بنت علي الرضا، ولا لبنت علي بن أبي طالب، بل هو لرقية بنت عبد الله بن أحمد بن الحسين الحسينية. ذكرها ابن الجباس(38).

أما أنها ليست بنت علي أمير المؤمنين، فإن رقية بنت أمير المؤمنين «عليه السلام» إما ماتت في صغرها كما يقول الليث بن سعد، والدارقطني، وابن الجوزي، كما تقدم.

أو أنها لم تذهب إلى مصر، لأن أحداً من ولد علي «عليه السلام» لصلبه لم يدخل مصر، كما ذكرناه في جوابنا عن سؤال حول السيدة زينب «عليها السلام».

وأما أنها ليست هي بنت علي الرضا «عليه السلام»، فللاتفاق على أنه لم يكن للإمام الرضا «عليه السلام» بنت باسم رقية.

وأما نسبتها في الشعر إلى علي «عليه السلام»، فلا تدل على أنها من بناته لصلبه، فيصح نسبتها إليه ولو كثرت الوسائط بينها وبين الإمام الرضا «عليه السلام». فنحن أبناء آدم، وكم بيننا وبينه «عليه السلام» من واسطة!!

تقديم الرأس إلى رقية:

وأما حديث وفاة رقية، فقد روى البعض: أنّه لمّا قدم آل الله وآل رسوله على يزيد في الشّام، أفرد لهم داراً، وكانوا مشغولين بإقامة العزاء. وأنّه كان لمولانا الحُسين «عليه السلام» بنتاً (بنت) عمرها ثلاث سنوات، ومن يوم استشهد الحُسين ما بقيت تراه، فعظم ذلك عليها، واستوحشت لأبيها، وكانت كلّما طلبته، يقولون لها: غداً يأتي ومعه ما تطلبين. إلى أن كانت ليلة من الليالي رأت أباها بنومها، فلمّا انتبهت، صاحت وبكت وانزعجت، فهجعوها وقالوا: لما هذا البكاء والعويل؟!

فقالت: آتوني بوالدي وقرّة عيني. وكلّما هجعوها، ازدادت حزناً وبكاءاً.

فعظم ذلك على أهل البيت، فضجّوا بالبكاء، وجدّدوا الأحزان، ولطموا الخدود، وحثوا على رؤوسهم التّراب، ونشروا الشّعور وقام الصّياح.

فسمع يزيد صيحتهم وبكاءهم، فقال: ما الخبر؟!

قالوا: إنّ بنت الحُسين الصّغيرة رأت أباها بنومها، فانتبهت وهي تطلبه وتبكي وتصيح .

فلمّا سمع يزيد ذلك، قال : ارفعوا رأس أبيها وحطّوه بين يديها؛ لتنظر إليه وتتسلّى به.

فجاؤوا بالرّأس الشّريف إليها مُغطّى بمنديل ديبقي، فوضع بين يديها، وكُشف الغطاء عنه، فقالت: ما هذا الرّأس؟!

قالوا لها : رأس أبيك.

فرفعته من الطّشت حاضنة له، وهي تقول: يا أباه! مَن ذا الذي خضّبك بدمائك؟!

يا أبتاه! مَن ذا الذي قطع وريدك؟!

يا أبتاه! مَن ذا الذي أيتمني على صغر سنّي؟!

يا أبتاه! مَن بقي بعدك نرجوه؟!

يا أبتاه! مَن لليتيمة حتّى تكبر؟!

يا أبتاه! مَن للنساء الحاسرات؟!

يا أبتاه! مَن للأرامل المسبيّات؟!

يا أبتاه! مَن للعيون الباكيات؟!

يا أبتاه! مَن للضائعات الغريبات؟!

يا أبتاه! مَن للشعور المنشرات؟!

يا أبتاه! مِن بعدك؟! وا خيبتنا!

يا أبتاه! مِن بعدك؟! واغربتنا!

يا أبتاه! ليتني كنت الفدى.

يا أبتاه! ليتني كنت قبل هذا اليوم عمياء.

يا أبتاه! ليتني وسدت الثّرى، ولا أرى شيبك مخضّباً بالدّماء .

ثمّ إنّها وضعت فمها على فمه الشّريف، وبكت بُكاءً شديداً حتّى غشي عليها، فلمّا حرّكوها، فإذا بها قد فارقت روحها الدُنيا.

فلما رأوا أهل البيت ما جرى عليها، أعلنوا بالبكاء، واستجدوا العزاء، وكل من حضر من أهل دمشق، فلم ير في ذلك اليوم إلا باك وباكية.

فقامت زينب بنت أمير المؤمنين «عليه السلام»، وقالت: أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نساق كما تساق..».

(ثم تذكر الرواية خطبة السيدة زينب، التي تخاطب فيها يزيد بأقسى العبارات، والتي من جملتها قولها:)

«منتحياً على ثنايا أبي عبد الله، سيد شباب أهل الجنة، تنكتها بمخصرتك..

الخ..». إلى آخر الخطبة المعروفة التي سارت بها الركبان..

ثم تذكر الرواية أيضاً: قول ذلك الشامي ليزيد: هب لي هذه الجارية.. مشيراً إلى فاطمة الصغرى بنت الحسين «عليه السلام» الخ..(39).

وفي كامل البهائي ينقل عن كتاب الحاوية: «أن نساء أهل بيت النبوة أخفين على الأطفال شهادة آبائهم، وقلن لهم: إن آباءكم قد سافروا إلى كذا وكذا.

وكان الحال على ذلك المنوال حتى أمر يزيد بأن يدخلن داره، و كان للحسين «عليه السلام» بنت صغيرة لها أربع سنين، قامت ليلة من منامها، وقالت: أين أبي الحسين؟! فقد رأيته في المنام في هذه الساعة.

وظهر الاضطراب الشديد على تلك الطفلة، فبكى النساء والأطفال، وارتفع العويل.

وكان يزيد نائماً، فاستيقظ وسأل عن ذلك، فأخبروه، فأمر بوضع رأس أبيها إلى جانبها، فلما وضع الرأس الشريف إلى جنب تلك الطفلة سألت: ما هذا؟! فقال الجلاوزة: هذا رأس أبيك.

ففزعت، وصاحت، فلم تبق إلا أياماً قليلة، وماتت في الشام(40).

ونقول:

مؤاخذات على الرواية، ومبعِّدات:

إن الناقلين لحديث الرأس ـ ورقية ـ باستثناء العماد الطبري صاحب كتاب «كامل بهائي» هم من المتأخرين الذين عاشوا وماتوا بعد الألف.. بل إن عدداً منهم قد عاش في هذه المئة سنة الأخيرة.

وبالرغم من أنهم يروون لنا حادثة واحدة، فإن رواياتهم لها لم تأت على نسق واحد. بل اختلفت بصورة واضحة وفاضحة، فكيف يمكن الاعتماد على رواية هذه حالها.

وسنذكر هنا بعض المؤاخذات، وبعض المبعدات التي لا تصل إلى حد المؤاخذة الصريحة، فنقول:

1 ـ اختلفت رواياتهم لهذه القصة بنحو لافت، فلاحظ ما يلي:

ألف: إن رواية عماد الدين الطبري ذكرت أن عمر الطفلة كان أربع سنوات لا ثلاث.

ب: كما أنها لم تذكر أن اسم الطفلة هو رقية.

وفيها: أنها ماتت في بيت يزيد، لا في الخربة التي لا تكنهم من حر ولا برد(41).

وأنها توفيت بعد بضعة أيام، لا في نفس الساعة.

ب: إن رواية الكاشفي المتوفى سنة 910 هـ. ذكرت: أن الطفلة أمعنت النظر في الرأس، فعرفت أنه رأس أبيها.

ولم يذكر أنها سألتهم عنه.

ولم يذكر اسم الطفلة(42).

وهي تشبه في سائرها رواية عماد الدين الطبري.

ج: أما الطريحي في المنتخب فلم يذكر اسم الطفلة أيضاً. وتقدم: أنها تختلف عن رواية عماد الدين الطبري، والكاشفي، وغيرهما.

د: أما رواية صاحب أنوار المجالس(43) فقد سمى هذه الطفلة بزبيدة.

وذكر اسم رقية قبل تلك القصة. ولكنه لم يدخلها فيها.

هـ: أما محمد جواد اليزدي، فذكر أنهم اختلفوا في اسم الطفلة، هل هي زينب؟! أم رقية؟! أم زبيدة؟! أم سكينة؟! أو فاطمة؟!(44).

وذكر نحو ما تقدم، لكنه قال: إن تلك الصبية لما وضعوا رأس أبيها في حجرها فزعت وصاحت، فلم تبق إلا أياماً قليلة، وماتت.

وفي نص آخر: فمرضت وتوفيت في أيامها بالشام(45).

2 ـ ذكرت الرواية: أن الطاغية يزيد قد سمع صيحة وبكاء عائلة الحسين «عليه السلام» في تلك الليلة، لأنه كان ملاصقاً للخربة.. ولست أدري إن كان يصح قولهم: إن قصر الخليفة كان ملاصقاً للبيت الذي وضع السبايا فيه الذي هو عبارة عن خربة لا تكنهم من حر ولا برد، التي وضع فيها أولئك النسوة!! إذ كيف تترك تلك الخربة في مرأى ومسمع من الوفود التي تؤم ذلك القصر؟! فإنه قصر الخلافة، وموضع إظهار الشوكة والعنجهية، وكيف لا يستحي أولئك الجبابرة من هذا الأمر؟!

واللافت هنا: أن الخربة!! كانت قريبة من القصر، ومن المخدع الذي ينام فيه الخليفة إلى حد أن الخليفة يسمع بكاء الموجودين فيها!!

3 ـ ولكن ما يلفت النظر هو التعابير الملطفة التي وردت في سياق كلام بعض هؤلاء، حيث قال العماد الطبري عن السبايا: «أملر يزيد بأن يدخلن داره». ثم ذكر القصة التي حصلت هناك«صلى الله عليه وآله»

وقال غيره: «أفرد لهم داراً، وكانوا مشغولين بإقامة العزاء الخ..» مع أن الروايات تقول: إنه جعلهم في خربة (أو موضع، أو مجلس، أو محبس) لا يقيهم من حر ولا برد حتى تقشرت وجوههم (أو جلودهم).

4 ـ إن الكلمات التي ينسبها الرواة إلى هذه الطفلة قد يناقش في صدورها عادة عمن هي في مثل سنها. فإن أولاد الأئمة «عليهم السلام» كانوا كسائر الناس، باستثاء الإمام نفسه. وقد يتميز بعضهم عن بعض في بعض الجهات ـ كما هو الحال بالنسبة لزيد بن علي بن الحسين، وإسماعيل ابن الإمام الصادق «عليه السلام»، فإن هذا التمييز لا يظهر لهم غالباً في حال الصغر. إلا ما يذكر عن السيدة زينب، فإنها «عليها السلام» كانت حالة فريدة ومتميزة.. فلا يقاس عليها ما عداها، ولاسيما إذا كان مثل رفية التي لم يذكرها الأئمة «عليهم السلام» بأية كلمة فيما نعلم، أو فقل: لم يصلنا شيء من ذلك عنها.. لكن لم يذكر لنا شيء عن رقية هذه.. فاحتمال أن تكون لها ميزة كميزة زينب إذا قيس بمجموع أولاد الأئمة، فإنه احتمال بعيد، لأنه لا يزيد عن واحد أو اثنين بالمئة.

5 ـ من المتوقع في مثل هذه الحالات أن نسمع من الذين حضروا ذلك المجلس استهجاناً أو اعتراضاً على هذه المعاملة القاسية.. ولكننا لم نسمع منهن كلمة استنكار واحدة. وإذا كان الإمام السجاد «عليه السلام» حاضراً بينهم، فلماذا لم ينههم، أو على الأقل أن يقول: «لا حول ولا قوة إلا بالله» ولم يقل أية كلمة عن وضع الرأس بين يدي تلك الطفلة؟!

وإذا كانت زينب قد ألقت تلك الخطبة العظيمة أمام يزيد، فالمتوقع أن تبادر هنا إلى سماع جلاوزته، ولو كلمة لوم صغيرة.. فلماذا سكتت هذا السكوت؟!

6 ـ ما معنى سؤال تلك الطفلة عن ذلك الرأس، ألم تكن تعرف أباها؟! وإن كانت قد عرفته بعد التناقل به، ولم تسأل عنه، فأي الروايتين نصدق؟!

7 ـ بل ألم تكن تلك الطفلة ترى الرأس الشريف وهم في الطريق، لاسيما وأنهم حين كانوا يسيرون بالرؤوس الشريفة وهي بين المحامل، مشالة فوق الرماح، كما نصت عليه الروايات؟!(46).

وقد أعطى سهل بن سعد الساعدي حامل الرأس الشريف شيئاً من المال، لكي يبعده عن النساء؛ ليشتغل الناس بالنظر إلىه دونهن، فأعطاه أربع مئة دينار(47). كما يقال. فكيف لم تر تلك الطفلة رأس أبيها. إلا في الخرابة؟! وهل كان يمكن للنساء منع الأطفال من النظر إلى ما حولهم؟! ألم يكن جيش يزيد قد كشفهم ليراهم القريب والبعيد؟!

8 ـ ألم يكن الأطفال، ورقية منهم ومعهم، يسمعون ندب النساء في مجلس يزيد للحسين «عليه السلام»، ويذكرونه باسمه، وتسمع تلك الطفلة تصريحات الناس من حولها بقتل أبيها «عليه السلام»؟!

فكيف خفي عليها وعلى سائر الأطفال قتل الإمام الحسين ومن معه من سائر الرجال، والحال هذه؟!

لاسيما وأنها بهذه الفصاحة والبلاغة، والوعي الكبير، والذكاء الخارق الذي ظهر في ندبها لأبيها.

9 ـ والأهم من ذلك: أن ما ندبت به الطفلة قد أظهر أنها كانت تعرف أن النساء مسبيات، وأنهن غريبات وضائعات.

10 ـ ذكرت الرواية التي ذكرها الطريحي: أن السيدة زينب قد خطبت في تلك اللحظة خطبتها المعروفة التي تخاطب فيها يزيد وفي ديوانه بذلك الخطاب العظيم، مع أنها إنما خطبت بها في مجلس يزيد وبحضوره، حينما أدخل السبايا عليه، والرأس الشريف أمامه، وهو ينكت ثناياه الشريفة بمخصرته.

وكل ذلك قد جرى جهاراً نهاراً.

وهذه الرواية تقول: إن يزيد لم يكن حاضراً بينهم، وإنما أرسل الرأس إليهم ليضعوه بين يدي الطفلة، وإن ذلك كان في الليل لا في النهار، فمن أين جاء يزيد حتى صارت زينب «عليها السلام» تخاطبه بذلك الخطاب؟! ثم جرى ما جرى مع ذلك الشامي؟!

11 ـ هل صحيح أن يزيد قال لسائله في ذلك المجلس بالذات: «وتلك زينب بنت أمير المؤمنين»؟! وكيف يعترف لأبيها، وهو أبغض خلق الله إليه بأنه أمير المؤمنين؟!

عمر رقية التي في الراويه:

وحول مقدار عمر رقية، وصغر سنها نقول:

قال الشلبنجي أيضاً: وقد أخبرني بعض الشوام أن للسيدة رقية بنت الإمام علي كرم الله وجهه ضريحاً بدمشق الشام، وأن جدران قبرها كانت قد تعيبت، فأرادوا إخراجها منها، لتجديده، فلم يتجاسر أحد أن ينزله لأجل الهيبة، فحضر شخص من أهل البيت يدعى السيد ابن مرتضى، فنزل في قبرها، ووضع عليها ثوباً لفها فيه وأخرجها، فإذا هي بنت صغيرة دون البلوغ(48).

أضاف الحائري قوله: «وكان متنها مجروحاً من كثرة الضرب، وقد ذكرت ذلك لبعض الأفاضل، فحدثني به ناقلاً له عن بعض أشياخه»(49).

وتقدم: أن عمرها كان أربع سنين(50).

ويبدو لنا: أن ما ذكره الشعراني هو نفس ما ذكره الأعلمي في كتابه تراجم النساء ج2 ص103 و 104 والشيخ مهدي الحائري في كتابه معالي السبطين ج2 ص171 فراجع. وقال: إن هذه القصة كانت في حدود سنة 1280 هـ ق.

قال الحائري: «قال الحمزاوي في كتاب «النفحات»: وكانت للحسين «عليه السلام» بنت تسمى رقية، وأمها شاه زنان بنت كسرى، خرجت مع أبيها الحسين «عليه السلام» من المدينة، حين خرج. وكان لها من العمر خمس سنين، وقيل: سبع سنين، حتى جاءت معه إلى كربلاء الخ..».

ثم قال الحائري: «وأما رقية فقد توفيت بالشام كما ذكرنا في محله»(51).

لكننا نقول:

أولاً: قد ذكرنا أن شاه زنان بنت كسرى هي أم السجاد «عليه السلام»، وقد ماتت حين ولادة الإمام السجاد «عليه السلام»، أو ماتت حين كان «عليه السلام» طفلاً. أي قبل عاشوراء بأكثر أو أقل من عشرين سنة..

فإذا كانت رقية قد ماتت في الشام صغيرة، فليست هي بنت شاه زنان بنت كسرى.

ثانياً: إننا قلنا: أن الأعلمي والشبلنجي يتحدثان عن قضية واحدة، مع أن ما ذكره الشبلنجي يناقض ما ذكره الأعلمي، فهذا يقول: إن رقية هذه هي بنت الحسين «عليه السلام»، والشبلنجي يقول: إنها بنت علي «عليه السلام».

ثالثاً: إن الشبلنجي زعم أنها كانت بنتاً صغيرة دون البلوغ مع أن هذا يناقض قوله: إنها بنت علي «عليه السلام»، فإن رقية بنت علي، إن كانت هي التي تزوجت بمسلم بن عقيل، وقد استشهد بعض أولادها المجاهدين في كربلاء. فهي امرأة كاملة، ربما يصل عمرها إلى أربعين سنة. فما معنى قوله: إنها كانت بنتاً صغيرة دون البلوغ؟!

وإن كانت بنتاً أخرى لعلي «عليه السلام» اسمها رقية، فما ومن الذي ذهب بها إلى الشام في زمن معاوية، وقبل استشهاد الإمام الحسن «عليه السلام» حتى ماتت في الشام قبل البلوغ؟!

ولماذا هذا الترديد في عمرها ما بين ثلاث إلى أربع إلى خمس إلى سبع سنوات؟!

وإن كان ذهابها إلى الشام سنة إحدى وستين، فكيف يكون عمرها ما بين ثلاث إلى سبع سنوات؟! وهي بنت علي «عليه السلام»؟!

فتلخص: أن الراجح هو: أن السيدة رقية التي يزار قبرها في دمشق هي بنت أمير المؤمنين «عليه السلام»، لا بنت الإمام الحسين «عليه السلام».

وأختم حديثي هذا بذكر ما نقله لي بعض الإخوة الفضلاء، من أنه سمع من العلامة الجليل السيد محمد صادق الروحاني (صاحب كتاب: فقه الصادق): أنه قد صنع في إيران، في عهد مرجعية آية الله السيد البروجردي «رحمه الله» صنع أهل إيران شباكاً، ليوضع على القبر الذي ينسبونه إلى رقية بنت الإمام الحسين «عليه السلام»، فكانوا يدخلون ذلك الشباك إلى مدن إيران، ويبقى فيها مدة شهر أو أقل أو أكثر..

فلما أرادوا أن يأتوا به إلى مدينة قم منعهم آية الله السيد البروجردي من ذلك على أساس أنه لم يثبت أن القبر المذكور هو لرقية بنت الحسين «عليه السلام».. وإدخاله إلى قم في عهد مرجعيته سوف يعطي الانطباع بموافقته «رحمه الله» على نسبة القبر المذكور إلى بنت الحسين «عليه السلام». وهذا ما لا يرضى السيد بأن ينسب إليه، أو يظن، أو يتوهم في حقه.

فلم يأتوا بذلك الشباك إلى مدينة قم بسبب هذا الموقف.

والحمد لله، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين.

جعفر مرتضى العاملي


(1) أعيان الشيعة ج32 ص34 و (ط دار التعارف) ج7 ص34.

(2) راجع: معالي السبطين ج2 ص171 وراجع: المنتخب للطريحي (المتوفى سنة 1085 هـ) ص140 وإكسير العبادات ج3 ص411 و 412 وأسرار الشهادة ص515 والإيقاد ص179 و 180 عن كتاب العوالم للبحراني.

(3) راجع: بحار الأنوار ج15 ص55.

(4) راجع على سبيل المثال: تذكرة الخواص ج1 ص243 والإرشاد للمفيد ج2 ص135 وإعلام الورى ج1 ص478 وسر السلسلة العلوية ص30 وبحار الأنوار ج45 ص329 والشجرة المباركة ص72 وراجع: المجدي في أنساب الطالبيين ص91.

(5) دلائل الإمامة ص181 وراجع: كشف الغمة ج2 ص39 ومناقب آل أبي طالب ج4 ص85 والهداية الكبرى ص202 وإسعاف الراغبين (بهامش نور الأبصار) ص198 وتاريخ الأئمة لابن أبي الثلج ص18 ومواليد الأئمة لابن الخشاب ص20 وراجع: ذخائر العقبى ص258 ومجموعة نفيسة ص177 وتذكرة الخواص (ط النجف) ص277 وبحار الأنوار ج45 ص330.

(6) الفصول المهمة ج2 ص851 وكشف الغمة ج2 ص490 ومطالب السؤول ج2 ص30 وبحار الأنوار ج45 ص331.

(7) لباب الأنساب ج1 ص349.

(8) لباب الأنساب ج1 ص355.

(9) المناقب ج4 ص76 وبحار الأنوار ج46 ص12.

(10) المناقب ج4 ص76 وبحار الأنوار ج46 ص12 و 9 و 193 وراجع: الكافي ج1 ص467 وبصائر الدرجات ص335 وراجع: ربيع الأبرار ج1 ص402 فقد سماها سلافة، وقال: إنها من ولد يزدجرد، ونثر الدر ج1 ص339 وعيون أخبار الرضا ج1 ص40 وكمال الدين ص305 والاحتجاج ج2 ص297 والصراط المستقيم ج2 ص138 ومصادر كثيرة أخرى.

(11) رجال ابن داود (ط جامعة طهران) ص372 وبحار الأنوار ج46 ص8 وعيون أخبار الرضا ج2 ص128 والوافي ج14 ص1247 ومجموعة نفيسة (تاريخ الأئمة) ص24. وراجع: إثبات الوصية ص181 ولباب الأنساب ج1 ص351.

(12) وسيلة الدارين ص422 و 423 وتهذيب الكمال ج20 ص479 وذكر ابن حبيب رقية الصغرى أيضاً في المحبر ص56 والمجدي ص18 وأعلام الورى ج1 ص396 وفي الإرشاد للمفيد ج1 ص354.

(13) المحبر ص56 والمجدي في أنساب الطالبيين ص18.

(14) راجع: المعارف لابن قتيبة ص204 ونسب قريش ص45 وإعلام الورى ج1 ص397 وأنساب الأشراف ج2 ص413 ووسيلة الدارين ص422 وراجع: المجدي في أنساب الطالبيين ص18 والثقات لابن حبان ج2 ص311 والكامل في التاريخ ج4 ص93 وتاريخ خليفة بن خياط ص145 وتاريخ الأمم والملوك ج4 ص359 وشرح الأخبار ج3 ص195 ومقاتل الطالبيين ص98 والأمالي الشجرية ج1 ص171 والحدائق الوردية ج1 ص121.

(15) راجع على سبيل المثال: تراجم أعلام النساء للأعلمي ج2 ص109 ومقاتل الطالبيين ص94.

(16) تذكرة الخواص ج1 ص322 وذخائر العقبى ص93 ونور الأبصار ص176 و 177.

(17) راجع: وفيات الأئمة، من علماء البحرين والقطيف ص466 و 467 عن ذخائر العقبى ونور الأبصار ص176 عن الليث بن سعد، والدارقطني.

(18) راجع: نور الأبصار ص177.

(19) راجع: وفيات الأئمة، من علماء البحرين والقطيف ص466 و 467 عن ذخائر العقبى ونور الأبصار ص176 عن الليث بن سعد، والدارقطني.

(20) راجع: نور الأبصار ص177.

(21) مستدركات أعيان الشيعة ج5 ص91 عن الشيخ عبد الحسين الصالحي، ومعالي السبطين ج2 ص226 ـ 227 و 235.

(22) إبصار العين في أنصار الحسين ص224 وسيلة الدارين في أنصار الحسين ص416.

(23) راجع: معالي السبطين ج2 ص277.

(24) العوالم ص252 و 946 وراجع: الدمعة الساكبة ج4 ص351 ومعالي السبطين ج2 ص22 وذريعة النجاة ص139 وينابيع المودة ج3 ص79 واللمعة البيضاء للتبريزي ص323 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج11 ص633.

(25) راجع: الملهوف على قتلى الطفوف ص140 و 141. وهذا النص يوجد في بعض نسخ الملهوف دون بعض.

(26) راجع: الإيقاد ص126 وفي هامشه عن مقتل أبي مخنف ص132 وينابيع المودة ج3 ص79 وإحقاق الحق ج11 ص633.

(27) وقد ورد ذكرها في كثير من المصادر، فراجع على سبيل المثال: بحار الأنوار ج42 ص93 وإعلام الورى ج1 ص397 وراجع ص395 ومستدرك سفينة البحار ج4 ص185.

(28) الإشارات إلى أماكن الزيارات المسمى: زيارات الشام (ط سنة 1401 هـ ق ـ دمشق) ص25 ـ 27.

(29) راجع: لطائف المنن والأخلاق (ط عالم الفكر سنة 1396 هـ) ص404 وانظر أيضاً: الدر المنثور لزينب فواز ص206 ومعجم البلدان ج5 ص142 ونور الأبصار ص177 والإتحاف بحب الأشراف ص95.

(30) الإشارات إلى أماكن الزيارات ص26.

(31) معجم البلدان ج8 ص77 وأعيان الشيعة ج7 ص34 عنه.

(32) أعيان الشيعة ج7 ص10.

(33) نور الأبصار ص177.

(34) مرشد الزوار إلى قبور الأبرار ج2 ص277.

(35) مرقد العقيلة زينب ص56 وتحفة الأحباب ص121 والكواكب السيارة ص184.

(36) الشيعة في مصر من الإمام علي حتى الإمام الخميني ص110.

(37) راجع: نور الأبصار ص177.

(38) مرقد العقيلة زينب ص56 عن الكواكب السيارة ص170.

(39) راجع: المنتخب للطريحي ص140 ـ 142 وإكسير العبادات ج3 ص411 و 412 ومعالي السبطين ج2 ص170 و 171 عن المنتخب، وعن نفس المهموم، والإيقاد ص179 و 180 عن كتاب العوالم للبحراني، وعن أسرار الشهادة ص515.

(40) راجع: كامل البهائي (فارسي) تأليف عماد الدين الطبري (المتوفى سنة 676) ج2 ص302  و (ط أخرى) ج2 ص179 عن كتاب الحاوية لقاسم بن محمد بن أحمد المأموني. وعنه في نفوس المهموم، وفي معالي السبطين ج2 ص170 ووسيلة الدارين في إبصار الحسين ص394.

(41) راجع: شجرة طوبى ج1 ص11 وفي إقبال الأعمال لابن طاووس ج3 ص101 وملاذ الأخيار ج9 ص302  وبحار الأنوار ج98 ص335 موضع بدل خربة، وفي روضة الواعظين ص192 مجلس بدل خربة، وفي اللهوف لابن طاووس ص109 وشرح الأخبار ج3 ص269 منزل، وفي الأمالي للصدوق ص231 وبحار الأنوار ج45 ص140 والعوالم، الإمام الحسين ص440 ومستدرك سفينة البحار ج2 ص172 والأنوار النعمانية ج3 ص246 في محبس، وفي مثير الأحزان لابن نما ص81.

(42) راجع: روضة الشهداء (فارسي) ص389.

(43) أنوار المجالس ص 161.

(44) شعشعة الحسيني ج2 ص171 و 173.

(45) راجع: کامل البهائي، تأليف عماد الدين الطبري (المتوفى سنة 676هـ) ج2 ص302 و (ط أخرى) ج2 ص179 عن كتاب الحاوية لقاسم بن محمد بن أحمد المأموني، وعنه نفس المهموم؛ ومعالي السبطين ج2 ص170 ووسيلة الدارين في أنصار الحسين ص394.

(46) الملهوف ص210 ومقتل الحسين للخوارزمي ج2 ص125 و 126 ومثير الأحزان لابن نما ص97 وبحار الأنوار ج45 ص127 ووسيلة الدارين في أنصار الحسين ص380 و 381 ونفس المهموم ص429 و 430 وراجع: مقتل الحسين للمقرم ص347 و 348.

(47) مقتل الحسين للمقرم ص349 والعوالم (المقتل) ج17 ص427 ومقتل الحسين للخوارزمي ج2 ص60 و 61 ووسيلة الدارين في أنصار الحسين ص380.

(48) نور الأبصار ص117 ومعالي السبطين ج2 ص171 وراجع: إكسير العبادات ج3 ص411 و 412 والمنتخب للطريحي (المتوفى سنة 185هـ) ص140.

(49) معالي السبطين ج2 ص170 و 171.

(50) معالي السبطين ج2 ص171.

(51) معالي السبطين ج2 ص214.

طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : 2014/07/22  ||  القرّاء : 26397










البحث في الموقع


  

جديد الموقع



 مسابقه کتابخوانی نبراس‌۱

 لحظات الهجوم الاول على دار الزهراء عليها السلام

 كربلاء فوق الشبهات

ملفات منوعة



 محاولة أبي بكر اغتيال علي ( عليه السلام )

 إخراج الحسين عياله دليل عدم علمه بالغيب..!!

 ابن عربي سنيّ متعصب.

إحصاءات

  • الأقسام الرئيسية 12

  • الأقسام الفرعية 64

  • عدد المواضيع 696

  • التصفحات 6895505

  • المتواجدون الآن 1

  • التاريخ 29/03/2024 - 07:31





تصميم، برمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net